ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 478
(459-713)

ثم سألوا اسئلة عديدة حول سد ذي القرنين ويأجوج ومأجوج وحول دابة الارض والدجال وعن نزول عيسى عليه السلام، فاجبت عنها، حتى ان قسماً من هذه الاجوبة ادرج في بعض مؤلفاتي القديمة.
بعد مدة ارسل مصطفى كمال رسالتين بالشفرة الى صديقي تحسين بك الذي كان آنذاك والياً على مدينة (وان) يستدعيني الى (انقرة) لكي يكافئني على قيامي بنشر رسالة (الخطوات الست) (1) فذهبت اليها. فعرض عليّ تعييني في وظيفة الواعظ العام في الولايات الشرقية براتب قدره ثلاثمائة ليرة في محل الشيخ السنوسي وذلك لعدم معرفة الشيخ اللغة الكردية، وكذلك تعييني نائباً في مجلس المبعوثان (المجلس النيابى) وفي رئاسة الشؤون الدينية مع عضوية في (دار الحكمة) ، وكان يريد بذلك ارضائي وتعويضي عن وظيفتي السابقة، وكان السلطان رشاد قد خصص تسعة آلاف ليرة ذهبية لانشاء مدرسة الزهراء - التي كنت قد وضعت اسسها - ودار الفنون في مدينة (وان) فقرر مجلس المبعوثان زيادة هذا المبلغ الى مائة وخمسين الف ليرة ورقية حيث وقّع ثلاث وستون ومائة نائباً من بين اعضاء المجلس البالغ عددهم مائتي نائب بالموافقة على ذلك.
ولكني عندما لاحظت ان قسماً مما جاء من الاخبار في المتن الاصلي لرسالة (الشعاع الخامس) ينطبق على شخص شاهدته هناك، فقد اضطررت الى ترك تلك الوظائف المهمة، اذ اقتنعت بان من المستحيل التفاهم مع هذا الشخص او التعامل معه او الوقوف امامه، فنبذت امور الدنيا وامور السياسة والحياة الاجتماعية، وحصرت وقتي في سبيل انقاذ الايمان فقط. ولكن بعض الموظفين الطاغين والبعيدين عن الانصاف استكتبوني رسالتين او ثلاثاً من الرسائل

(1) في تلك الفترة كانت هناك حكومتان: حكومة الخلافة في استانبول تحت الاحتلال الانكليزي. وحكومة منشقة في انقرة برئاسة مصطفى كمال تقاتل دول الاحتلال. وكان الاستاذ النورسي في استانبول آنذاك فنشر هناك هذه الرسالة الموجهة ضد احتلال الانكليز ودحض سياستهم، وكان لها وقع كبير آنذاك. - المترجم.

لايوجد صوت