ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 677
(459-713)

ومع هذا فان رسائل النور التي هي مؤلف علمي وايماني جاد، تُقرأ بكل شوق وبكل لهفة، وتقرأ بمتعة وسرور كبيرين الى درجة ان قراءها الصادقين يحسون برغبة لقراءتها مرات عديدة. وان الذين استنسخوا رسائل النور وقرأوها عندما سيقوا الى المحاكم واصبحت حياتهم في خطر، فانهم اعترفوا بقراءتهم لها وبعزمهم على دوام قراءتها، ولو ايقنوا ان قرار الاعدام سيصدر بحقهم لما تزحزحوا عن موقفهم الثابت هذا. وهذه الخاصية الموجودة في رسائل النور ضمن صفاتها الخارقة للعادة لابد انها تجعلكم تتساءلون:
(أ أرواح هؤلاء المعترفين رخيصة عليهم الى هذا الحد؟) .
اذن فهناك حقيقة سامية في رسائل النور وفي بديع الزمان، ولابد من عدم وجود امور ضارة في هذه المؤلفات، لانهم لم ينكروا قراءتها.
ان طلاب المدارس يدرسون دروسهم لوجود قوة تفرض عليهم النظام والدراسة، اما بديع الزمان فلم يجبر احداً على قراءة رسائل النور، ولكن هناك مئات الآلاف من القراء اكثرهم لم يشاهدوه ولكنهم متعلقون به برابطة قوية لاتنفصم وارتضوا لانفسهم ان يكونوا طلبة لرسائل النور وان يتلقوا دروسهم عنها.
ان مثل هذا النظام الرائع وغير الاعتيادي للتدريس لم يشاهد لا في التأريخ القديم ولا في التاريخ المعاصر ولم يُشاهد في اية جامعة.
قال لي السيد المدعي: (ان الاحترام الذي تبديه نحو بديع الزمان لاتبديه نحو المفسرين الآخرين) .
وهذا صحيح.. فان الاحترام والتوقير يتناسب مع درجة الكمال، والمنة والشكر يتناسب مع مقدار الفائدة المستحصلة، فان عظم الفائدة المستحصلة من مؤلفات بديع الزمان لانراه في غيرها.
ان الماسونيين والشيوعيين يحاولون الاّ نعرف والاّ يعرف شبابنا

لايوجد صوت