ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 689
(459-713)

سعادتهم الابدية. وابديت له اسفي البالغ ونفوري الشديد من هؤلاء المجانين الذين يصفقون لهؤلاء المفسدين ويهللون لتخريباتهم الظالمة والدنيئة. وخاطبت أصدقائي في الدراسة الذين داخلهم الشك قائلاً: هلموا لنتخلص من اهواء النفس هذه، ولنركع امام حقائق القرآن، ولنسرع الى مدرسة النور المرشدة في هذا العصر الى طريق السعادة ولنترك اكاذيب هؤلاء السفهاء الكذابين ... هذه الاكاذيب التي سمعناها اشهراً وسنين وصفقنا لها والتي قدموها لنا وكأنها هي الحقيقة نفسها ولنجعل بديع الزمان سعيد النورسي استاذاً لنا ونتمسك بدروسه بكل قلوبنا لكي نخرج من الظلمات الى النور.. أليس هذا الخطاب نابعاً من الفرحة التي استمدها من ايمانه ومن حب القرآن والاسلام والتمسك والاعتصام بهما ومن الحب الكبير الذي يُكنّه لأمته ومن الرغبة في ان يكتسب كل شخص ايماناً حقيقياً لكي ينال السعادة اللانهائية؟.
فهل الانتساب الى الله والنظر الى الاسلام كأسمى دين وكمنبع للفضيلة وبشارة للسعادة واعلان ذلك يُعدّ جرماً؟
في هذا الزمان بدأ هجوم هدام ومدمر على الاسلام وعلى القرآن من جميع الجهات وبدأت الافتراءات تكال للقرآن وللنبي محمدy ومحاولة النيل من تلك الذات السامية الرفيعة، فى حين تسمح بالكتب التى تنفث سموم الالحاد والانسلاخ من الدين والاخلاق، وتكال المدح والثناء لشقاة من اعداء للاسلام تافهين عصاة لله وتذكر أعمالهم غير المشروعة المبتدعة بالاعجاب والتقدير، ويهمل سمو القرآن وعلوه ورفعة شأن الرسول الكريمy وأحقيتهما، علماً ان رسائل النور تبين وجود الله تعالى وتبين ان موجودات هذا الكون باجمعها تشهد على وحدانية خالقها وانه واجب الوجود وان الانسان بما جهزه الله من عقل وفكر افضل مرآة لاسماء الله الحسنى، لذا يُعدّ سلطاناً على سائر المخلوقات، ولو انتسب الانسان الى الله وصان نفسه من الضلالة ومن السفاهة ومن كبائر الآثام لاستحق مرتبة ضيف كريم في اعلى عليين وتنعم بنعيم الجنة الخالدة الابدية، اما إن كفر بخالقه ووقع في

لايوجد صوت