ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الرابع عشر | 692
(459-713)

دفاع محمد فيضي(1)
الى محكمة (آفيون) للجنايات الكبرى:
لقد عد المدعي العام كوني سكرتيراً لاستاذي سعيد النورسي ومتعلقا تعلقاً شديداً به وبرسائل النور وقيامي بخدمة كبيرة في هذا المجال.. لقد عدّ ذلك تهمة تستوجب مساءلتي. وانا اقول ازاء هذا بانني اقبل هذه التهمة بكل ما اوتيت من قوة وانني أفتخر بها، ذلك لانني فطرتُ على حب العلم والشوق اليه، والدليل على ذلك انه عندما قاموا بتفتيش منزلي في حادثة (دنيزلي) وجدوا فيه خمسمائة وثمانين من الكتب العلمية والعربية وسجلوها رسمياً، ومع انني شخص فقير وفي مقتبل العمر ومعرفتي باللغة العربية لاتزال ناقصة، فان عشقي للعلم ورغبتي الشديدة في التعلم هي التي دفعتني الى اقتناء هذه الكتب المتنوعة التي لاتوجد عند واحد بالالف من الناس.
فطرتي العلمية هذه كانت تدفعني للبحث عن استاذ وعن مرشد حقيقي وحمداً لله حمداً لانهاية له، اذ دلني على بُغيَتي عن قرب، فيما كنت احسبه بعيداً. اجل ان حياة استاذي سعيد النورسي تشهد ان غايته الوحيدة هي الشوق العلمي واستحصال العلوم الاسلامية. وقد تأكدت من مشاهدتي ومن قراءتي لتاريخ حياته - وهو كتاب مطبوع - ومن المعلومات التي استقيتها من طلابه القدماء ان رغبتي الفطرية في العلم موجودة لدى استاذي بشكل خارق للعادة الى درجة انه ما زال يحتفظ بصفة طالب العلم - خلافا لجميع العلماء المتخرجين من المدارس الاسلامية القديمة - مما جعله قادراً علىتحملجميعالبلاياوالمصائب. ولان اهل السياسة لم يفهموا الاحوال العجيبة لاستاذي

(1) ولد في (قسطمونى) سنة 1912. لازم الاستاذ النورسى طوال ست سنوات فيها. وسجن معه في سجن (دنيزلي) سنة 1943 وفي (آفيون) سنة 1948. انتقل الى رحمة الله سنة 1989.- المترجم.

لايوجد صوت