ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 22
(1-49)

به المشركين ويردّهم.
اما شهادة الكبرياء والعظمة والجلال على الوحدانية، فهي الاخرى قد بيّنت براهينها الساطعة في رسائل النور. لذا يشار الى فحواها في اختصار شديد.
مثال: كما ان عظمة نور الشمس، وكبرياء ضيائها لاتدعان حاجة الى انوار ضعيفة اخرى بقربها وبلا حائل ولاتمنح لها تأثيراً يذكر، كذلك عظمة القدرة الإلهية وكبرياؤها لاتدعان حاجة الى أية قدرة اخرى والى اية قوة اخرى، ولاتفوضان اليهما اي ايجاد كان ولا اي تأثير حقيقي كان. ولاسيما في ذوي الحياة والشعور من المخلوقات التي تتمركز فيها جميع المقاصد الربانية في الكون وتدور عليها، فلا يمكن ان تدع تلك العظمة والكبرياء شيئاً منها الى الاغيار قطعاً. وكذا الاحوال والثمرات والنتائج التي هي في جزئيات ذوي الحياة والتي تتظاهر فيها غايات خلق الانسان وغايات ايجاد النعم التي لاتعد ولاتحصى فلا يمكن احالتها الى يد الاغيار قطعاً.
فمثلاً: الامتنان الحقيقي والرضى الحقيقي الذي ينبعث من كائن حي نتيجة شفاء جزئي من مرض، او رزق جزئي أتاه، او اهتداء الى الله، لايمكن ان يكون الاّ منه تعالى. لذا فتقديم الحمد والثناء الى غيره تعالى يمسّ عظمة الربوبية وكبرياء الالوهية ويتجاوز على عزة المعبودية المطلقة والجلال.
اما اشارة الكمال الى سر الوحدانية فهي الاخرى قد وضحت في رسائل النور ببراهينها الساطعة. وخلاصة مختصرة لفحواها هي:
ان خلق السموات والارض تقتضي بالبداهة قدرة مطلقة في منتهى الكمال، بل ان الاجهزة العجيبة لكل كائن حي تقتضي كذلك قدرة في كمال مطلق. والكمال الذي هو في القدرة المطلقة المنزهة عن العجز والمبرأة عن القيد يستلزم الوحدانية بلا شك. اذ بخلافه يعتري كماله النقص، واطلاقه القيد، ويعني انهاء لاتناهيه، واسقاط اقوى قدرة الى اضعف عجز، ويستلزم انهاء قدرة لاتتناهى وفي

لايوجد صوت