ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 24
(1-49)

فمثلاً: كما ان قوة خارقة لدى شروعها بفعالية ما تستولي على الجهات كلها، وتشتت القوى الاخرى. كذلك كل فعل من افعال الربوبية، وكل تجلٍ من تجليات الاسماء الإلهية، تُظهر قوتها الخارقة جداً في اثارها بحيث لو لم تكن حكمة عامة وعدالة مطلقة ولم توقفها عن حدّها لكان كل من تلك القوى يستولى على الموجودات قاطبة. فالقوة التي تخلق شجرة الحَوَر في الارض عموماً وتدبّر امورها، لاتدع قطعاً هذه القوة الكلية افراداً جزئية لأشجار الجوز والتفاح والمشمش المنتشرة بين اشجار الحَوَر والملاصقة لها، الى قوى اخرى غيرها. ولايمكن الاّ وتستولي عليها ايضاً وتضمها بين تدبيرها للامور.
نعم؛ إن مثل هذه القوة والقدرة المصرّفة للأمور تُستشعر في كل نوع من المخلوقات، بل في كل فرد من الافراد، وتشاهد أنها تتمكن من ان تستولي على الكائنات كلها وعلى الاشياء كلها، وتهيمن على الموجودات قاطبة.
فلاشك ان قوة كهذه لاتقبل الاشتراك قطعاً ولاتسمح بالشرك في اية جهة كانت.
وكذا ان اكثر ما يوليه صاحب شجرة مثمرة من اهتمام واكثر ما يظهره من علاقة بها هو ثمراتها المتدلية في نهايات اغصانها، ونواها الغائرة في قلب تلك الثمرات بل هي قلوبها بالذات. ولاشك انه لايخل بمالكيته عبثاً - ان كان راشداً - بتمليك تلك الثمرات المتدلية من الاغصان الى الآخرين تمليكاً دائمياً.
كذلك الامر في الشجرة المسماة بالكون، التي تمثل العناصر اغصانها، ومافي نهايات تلك العناصر من اوراق وازاهير تمثل النباتات والحيوانات، وما في قمم تلك الاغصان وفي ذروة تلك الاوراق والازاهير من ثمرات تمثل الانسان. فان اجلّ نتائج سعي تلك الثمرات البديعة ونتيجة خلقته هي العبودية لله وتقديم الشكر والحمد له

لايوجد صوت