ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 26
(1-49)

مَن خلق والاكرام، وليس غيره اطلاقا؛ اذ لايمكن ان يكون غيره تعالى مُنعم مثل هذه النعمة العظمى، فيسد اعظم نافذة مطلة على المعبودية تلك الدار ومن جعل الايمان مفتاحاً لها، وهو الله ذو الجلال ويغصب اجلّ وسيلة اليها.
حاصل الكلام:
ان ادق الاحوال الجزئية والثمرات التي هي في اقصى نهايات شجرة الخلق تشهد وتشير الى التوحيد والوحدانية بجهتين:
اولاها:
لأن مقاصد الربوبية في الكون تتجمع في الاحوال الجزئية، وغاياتها تتمركز فيها، وتجليات اكثر الاسماء الحسنى وظهورها وتعيناتها تجتمع فيها، ونتائج خلق الموجودات وفوائدها تبرز فيها؛ لذا فان كلاً منها تقول انطلاقاً من نقطة التمركز والتجمع هذه: انا ملك مَن خلق الكون بأسره، انا فعله واثره.
اما الجهة الثانية:
فان قلب تلك الثمرة الجزئية، وذهن الانسان المسمى حسب الحديث الشريف بظهر القلب(1)، فهرسٌ مختصر لأكثر الانواع.

(1) عن سهل بن سعد رضي الله عنه : (ان امراة جاءت رسول الله y فقالت يارسول الله جئت لأهب لك نفسي، فنظر اليها رسول الله y فصعد النظر اليها وصوَّبه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست فقام رجل من أصحابه فقال: يارسول الله اِن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها. فقال: هل عندك من شيء، فقال: لا والله يارسول الله، قال اذهب الى أهلك فانظر هل تجد شيئاً، فذهب ثم رجع فقال: لا والله يارسول الله ما وجدت شيئاً قال: انظر ولو خاتماً من حديد، فذهب ثم رجع فقال لا والله يارسول الله ولا خاتماً من حديد ولكن إزاري قال سهل مالَه رداءٌ فلها نصفه فقال رسول الله y ما تصنع بازارك اِن لبسته لم يكن عليها منه شيء، وان لبسته لم يكن عليك شيءٌ فجلس الرجل حتى طال مجلسه ثم قام فرآه رسول الله y مولياً فأمر به فدُعي فلما جاء قال ماذا معك من القرآن؟ قال معي سورة كذا وكذا وسورة كذا عدّها، قال أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟ قال: نعم، قال: اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن). البخاري في المعسر (5/237) وظهر

القلب ( 7/8) في كتاب النكاح - باب تزويج المعسر وفي كتاب فضائل القرآن - باب القراءة عن ظهر القلب والنسائي في كتاب النكاح.

لايوجد صوت