بدرجة الامتناع.
وان الاحياء التي تُولد في يوم او في ساعة بل في دقيقة واحدة وتأتي الى الحياة والدنيا مع كامل اجهزتها وشرائط حياتها، لاتأتي الى الوجود - في طريق الشرك - في سنة بل ولا في عصر بل ولاتأتي اليه اصلاً.
وقد اثبت في ((سراج النور)) في اكثر من مائة موضع اثباتاً جازماً، يلزم حتى اعتى معاند مكابر، أنه: اذا اسندت جميع الاشياء الى ذات الواحد الاحد جل وعلا، فان الخلق والايجاد يكون كخلق شئ واحد ويتم في سرعة فائقة، وفي رخص وموفورية.
بينما اذا اسندت واعطيت حصة الى الاسباب والطبيعة، فان ايجاد شئ واحد يكون صعباً معضلاً وبطيئاً وتافهاً لا أهمية له، باهظاً غالياً، كجميع الاشياء.
وان شئت ان ترى براهين هذه الحقيقة فانظر الى المكتوب العشرين والمكتوب الثالث والثلاثين. وانظر الى الكلمة الثانية والعشرين، والكلمة الثانية والثلاثين. وانظر الى اللمعة الثالثة والعشرين الخاصة بالطبيعة واللمعة الثلاثين الخاصة بتجليات الاسم الاعظم، ولاسيما النكتة الرابعة والسادسة منها الباحثة عن اسم الفرد واسم القيوم. فترى ان هذه الحقيقة قد اثبتت في تلك الرسائل اثباتاً يقيناً كضرب الاثنين في اثنين يساوي اربعاً.
اما هنا فسنشير الى برهان واحد من تلك المئات من البراهين. وعلى النحو الآتي:
إن ايجاد الاشياء، إما من العدم، أو بالانشاء اي بالتركيب، حيث تجمع من العناصر وتجمع من الموجودات.
فاذا اسند الايجاد والخلق الى الواحد الأحد، فلابد أن يكون للذات