اذا فوّض أمر جميع الاشياء الى ذات الواحد الأحد فان خلق الكون كله وتدبير أمره يكون سهلاً كسهولة خلق شجرة، ويكون خلق الشجرة وانشاؤها سهلاً كسهولة خلق ثمرة واحدة، ويكون إبداع ربيع كامل وادارته سهلاً كسهولة ادارة زهرة واحدة، وتكون تربية نوعٍ يضم ما لا يحد من الافراد وتدبير امرها سهلاً وبلا مشكلات كسهولة ادارة فرد واحد.
بينما اذا فوّض في طريق الشرك خلق فرد واحد الى الاسباب والطبيعة فانه يكون صعباً كصعوبة خلق النوع، بل الانواع، ويكون ايجاد بذرة واحدة عسيراً كخلق الشجرة، بل مائة شجرة. ويكون ايجاد شجرة وانشاؤها واحياؤها وادارتها ورعايتها وتدبير امورها ذات مشكلات عويصة كادارة الكون كله بل اكثر منها.
وحيث ان هذا الامر قد اثبت في ((سراج النور)) على هذه الصورة، ونحن نشاهد وفرة في المخلوقات مع منتهى الاتقان والجودة، حتى أن كل ذي حياة وهي كماكنة خارقة تضم اجهزة كثيرة يُخلق بوفرة مطلقة وبسهولة متناهية بلا معالجة ولاتكلّف وفي لمح البصر. مما يبين لنا بالضرورة وبالبداهة؛ أن تلك الوفرة وتلك السهولة ناشئتان من الوحدانية، ومن كونهما افعال واحد أحد. اذ خلاف ذلك لاينعدم الرخص والوفرة والسرعة والسهولة والاتقان وحدها بل لايمكن ايضاً شراء ثمرة قيمتها خمس ثارات(1) فقط بخمسمائة ليرة(2)، بل تكون نادرة جداً الى حد العدم.
وان السهولة المشاهدة في ايجاد الاحياء واليسر في ايجادها المنظم كيسر وانتظام عمل الساعة او المكائن الكهربائية التي تعمل بمجرد مس مفتاحها.. اقول هذه السهولة المشاهدة في ايجاد الاحياء ويسر ايجادها تصبح - في طريق الشرك - من الصعوبة والمشكلات
(1) ثارة: كلمة معربة من الفارسية، وهي قطعة من النقد تساوي ربع من القرش، وهي نقد صغير من النحاس. (المعجم الاقتصادي الاسلامي) - المترجم.
(2) ليرة: عملة ذهبية مقسمة الى مائة قرش (المعجم الاقتصادي) - المترجم.