ﺍﻟﺸﻌﺎﻋﺎﺕ | الشعاع الثاني | 27
(1-49)

ونموذج مصغر لخريطتها. وبذرة معنوية لشجرة الكون. ومرآة رقيقة لاكثر الاسماء الإلهية. فانتشار تلك القلوب والاذهان وامثالها التي هي على نمط واحد انتشاراً مستولياً ومهيمناً على وجه الكائنات كلها، يرنو بلا شك الى مَن بيده مقاليد السموات والارض. فيقول كل منها: انا اثره وحده، انا اتقانه وحده.
زبدة الكلام:
مثلما تتوجه الثمرة الى مالك شجرتها من حيث كونها مفيدة، وترنو الى جميع اجهزة تلك الشجرة واغصانها وماهيتها من حيث نواها. وتنظر الى جميع ثمار تلك الشجرة من حيث سكتها المضروبة على وجهها والموجودة في مثيلاتها. فتقول جميعاً: ((نحن على نمط واحد، صدرنا من يد واحدة. ونحن ملك لمالك واحد، فالذي خلق واحدة منا هو خالق جميعنا بلاشك)).
كذلك الامر في الكائن الحي الذي هو في نهايات دائرة الكثرة. ولاسيما الانسان، وبخاصة من حيث العلامات الفارقة الموجودة على وجهه ومن حيث ما في قلبه من فهرس ومن حيث ما في ماهيته من نتائج، تتوجه كلها الى الذي يمسك السموات والارض بربوبيته الجليلة وتشهد على وحدانيته جل وعلا.
 المقتضى الثاني للوحدانية
هو ان في الوحدانية سهولة ويسراً بدرجة الوجوب، وفي الشرك صعوبة ومشكلات بدرجة الامتناع.
وقد اُثبتت هذه الحقيقة اثباتاً قاطعاً واُظهرت ببراهين دامغة في رسائل عديدة من مجموعة ((سراج النور)) ولاسيما في المكتوب العشرين، حيث وضّحت مفصلاً، وفي النكتة الرابعة من اللمعة الثلاثين، حيث وضّحت مجملاً، وعلى النحو الآتي:

لايوجد صوت