اللمعات | اللمعة الحادية عشرة | 88
(85-104)

هذا العمل مصلحة؟ ترى هل هو حق؟). وكنت ارى متى ما كففت يدي عن السنة تشتد موجات المضايقات وتكثر، والطرق المجهوله تتوعر وتغمض، والاحمال تثقل.. وانا عاجز في غاية العجز ونظري قصير، والطريق مظلمة. بينما كنت اشعر متى ما اعتصمت بالسنة، وتمسكت بها، تتنور الطريق من امامي، وتظهر كأنها طريق آمنه سالمة والاثقال تخف والعقبات تزول.
نعم، هكذا احسست في تلك الفترة فصدقت حكم الامام الرباني بالمشاهدة.
 النكتة الرابعة:
غمرتني – في فترة ما – حالة روحية نبعت من التأمل في (رابطة الموت) ومن الايمان بقضية (الموت حق)، ومن طول التفكر بزوال العالم وفنائه. فرأيت نفسي في عالم عجيب، اذ نظرت فاذا انا جنازة واقفة على رأس ثلاث جنائز مهمة وعظيمة:
الاولى: الجنازة المعنوية لمجموع الاحياء التي لها ارتباط بحياتي الشخصية، والتي ماتت ومضت ودفنت في قبر الماضي.. وما أنا الا كشاهد قبرها موضوع على جثتها.
الثانية: جنازة عظيمة تطوي مجموع انواع الاحياء المتعلقة بحياة البشرية قاطبة، والتي ماتت ودفنت في قبر الماضي الذي يسع الكرة الارضية، وما أنا الا نقطة تمحى عاجلا ونملة صغيرة تموت.. سريعا على وجه هذا العصر الذي هو شاهد قبر تلك الجنازة.
الثالثة: الجنازة الضخمة التي تطوي هذا الكون عند قيام الساعة، وحيث ان موته عندئذ امر محقق لامناص منه، فقد اصبح في نظري في حكم الواقع الآن. فاخذت الحيرة جوانب نفسي، وبهت من هول سكرات تلك الجنازة المهولة، وبدت وفاتي – التي هي الأخرى آتية لا محال – كأنها تحدث الان، فادارت جميع الموجودات وجميع المحبوبات ظهرها لي ومضت، وتركتني وحيداً فريداً، مثلما جاءت

لايوجد صوت