وكذلك الامر في الآية الكريمة، فتقول: ان كان لديكم محبة الله، فلابد من الاتباع ل(حبيب الله). وان لم يكن هناك اتباع، فليس لديكم اذاً محبة الله. اذ لو كانت هناك محبة حقاً فانها تولد حتماً اتباع السنة الشريفة ل(حبيب الله).
أجل! ان من يؤمن بالله يطعه. ولاريب ان اقصر طريق اليه واكثرها قبولا لديه، وأزيدها استقامة – ضمن طرق الطاعة المؤدية اليه – لهي الطريق التي سلكها وبينها حبيب الله y.
نعم! ان الكريم ذا الجمال الذي ملأ هذا الكون بنعمة وآلائه الى هذا المدى، بديهي – بل ضروري – ان يطلب الشكر من ذوي المشاعر تجاه تلك النعم.
وان الحكيم ذا الجلال الذي زيّن هذا الكون بمعجزات صنعته الى هذا الحد، سيجعل بالبداهة من هو المختار الممتاز من ارباب الشعور مخاطبا له، وترجمانا لأوامره، ومبلغاً لعبادة، واماماً لهم.
وان الجميل ذا الكمال الذي جعل هذا الكون مظهراً بما لا يعد ولا يحصى لتجليات جماله وكماله سيهب بالبداهة لمن هو اجمع نموذج لبدائع صنعته، واكمل من يظهر ما يحبه ويريد اظهاره من جمال وكمال واسماء حسنى.. سيهب له اكمل حالة للعبودية جاعلا منه اسوة حسنة للآخرين ويحثهم لاتباعه، ليظهر عندهم ما يماثل تلك الحالة اللطيفة الجميلة.
الخلاصة:
ان محبة الله تستلزم اتباع السنة المطهرة وتنتجه.
فطوبى لمن كان حظه وافراً من ذلك الاتباع.
وويل لمن لايقدر السنة الشريفة حق قدرها فيخوض في البدع.