ذلك الأدب النبوي، لأن مراعاة أبسط الآداب واصغرها تذكر بالرسول الاعظم y مما يسكب النور في القلب.
ان اهم ما في السنة المطهرة هي تلك السنن التي هي من نوع علامات الاسلام والمتعلقة بالشعائر اذ الشعائر هي عبادة من نوع الحقوق العامة التي تخص المجتمع.
فكما ان قيام فرد بها يؤدي الى استفادة المجتمع كله، فان تركها يجعل الجماعة كلها مسؤولة. فمثل هذه الشعائر يعلن عنها وهي أرفع من ان تنالها ايدي الرياء واهم من الفرائض الشخصية ولو كانت من نوع النوافل.
النكتة السابعة:
ان السنة النبوية المطهرة في حقيقة امرها لهي أدب عظيم، فليس فيها مسألة الا وينطوي على ادب ونور عظيم. وصدق رسول الله y حين قال: (أدبني ربي فأحسن تأديبي)(1).
نعم، فمن يمعن النظر في السيرة النبوية ويحط علماً بالسنة المطهرة، يدرك يقيناً ان الله سبحانه وتعالى قد جمع اصول الاداب وقواعدها في حبيبه y. فالذي يهجر سنته المطهرة ويجافيها فقد هجر منابع الادب واصوله، فيحرم نفسه من خير عظيم، ويظل محروماً من لطف الرب الكريم، ويقع في سوء ادب وبيل. ويكون مصداق القاعدة: بي ادب محروم باشد أز لطف رب.
سؤال:
كيف نتأدب مع علام الغيوب، البصير العليم، الذي لا يخفى عليه شيء، حيث ان هناك حالات تدعو الانسان الى الخجل، ولا يمكن اخفاؤها عنه سبحانه، ولا التستر منه، بينما ستر مثل هذه الحالات المستكرهة احد انواع الأدب؟.
----------------
(1) حديث معناه صحيح، ابن السمعاني في ادب الاملاء عن ابن مسعود (شرح المناوي على الجامع الصغير) وقال ابن تيمية (18/375): معناه صحيح ولكن لا يعرف له اسناد ثابت وايده السخاوي والسيوطي. راجع (كشف الخفاء 1/70) وسلسلة الاحاديث الضعيفة برقم 72.