اللمعات | اللمعة الحادية عشرة | 96
(85-104)

ثم اني قد شاهدت شخصياً، وتذوقته بنفسي، بل لي الف تجربة وتجربة: ان دساتير المسائل الشرعية والسنة النبوية افضل دواء وانفعه للامراض الروحية والعقلية والقلبية، ولا سيما الاجتماعية منها، فأن اعلن بمشاهدتي واحساسي هذا، وقد اشعرت الأخرين بشيء منها في الرسائل بأنه: لا يمكن ان تسد مسد تلك المسائل اية حلول فلسفية ولا أية مسألة حكيمة. فالذين يرتابون من ادعائي هذا عليهم مراجعة اجزاء رسائل النور.
فليقدر اذاً مدى الربح العظيم في السعي لاتباع سنة هذه الذات المباركة والجد في طلبها على قدر الاستطاعة، ومدى السعادة للحياة الابدية ومدى النفع في الحياة الدنيا.
 النكتة التاسعة:
قد لا يتيسر اتباع كل نوع من انواع السنة الشريفة اتباعاً فعلياً كاملاً الاّ لأخص الخواص، ولكن يمكن لكل واحد الاتباع عن طريق: النية والقصد والرغبة في الالتزام والقبول. ومن المعلوم انه ينبغي الالتزام بأقسام الفرض والواجب. اما السنن المستحبة في العبادة فتركها واهمالها وان لم يكن فيه اثم الا انه ضياع لثواب عظيم، وفي تغييرها خطأ كبير. اما السنن النبوية في العادات والمعاملات فانها تصيّر العادة عبادة رغم ان تاركها لايلام، الا أن استفادته تقل وتتضاءل من نور الاداب الحياتية لحبيب اللهy.
اما البدع فهي: احداث امور في الاحكام العبادية، وهي مردودة حيث انها تنافي الآية الكريمة: ﴿اليومَ أكملتُ لكُم دينَكُم...﴾(المائدة:3) غير ان تلك الامور المستحدثة ان كانت من قبيل الاوراد والاذكار والمشارب – كالتي في الطرق الصوفية – فهي ليست ببدعة ما دامت اصولها مستقاة من الكتاب والسنة. اذ ان تلك الاصول والاسس المقررة رغم انها باشكال مختلفة وانماط متباينة الا انها مشروطة بعدم مخالفتها للسنة النبوية وبعدم تغييرها لها. وعلى الرغم من ذلك فقد ادخل قسم من اهل العلم بعضاً من هذه الامور ضمن البدع، الا

لايوجد صوت