وهكذا فالاداب التي تتضمنها السنة المطهرة اشارة الى هذه الاداب السامية، ولفتة الى دساتيرها ونماذجها.
النكتة الثامنة:
تبين الآية الكريمة: ﴿لقد جَاءكُم رسُولٌ من أنفُسِكُم..﴾(التوبة:128) كمال شفقة الرسول الكريم y ومنتهى رأفته نحو أمته. أما التي تعقبها ﴿فإن تَولوا فَقُلْ حَسْبي الله.. ﴾ فهي تقول:
(ايها الناس! ايها المسلمون! اعلموا كم هو انعدام للوجدان وفقدان للعقل اعراضكم عن سنن هذا النبي الرؤوف الرحيم، وعما بلغ من احكام، لحد انكاركم شفقته البديهية، واتهام رأفته المشاهدة، وهو الذي أرشدكم برأفته الواسعة وبذل كل ما اوتي لاجل مصالحكم، مداوياً جراحاتكم المعنوية ببلسم سننه الطاهرة والاحكام التي اتى بها.
وانت ايها الرسول الحبيب الرؤوف الرحيم، ان لم يعرف هؤلاء شفقتك العظيمة هذه، لبلاهتهم، ولم يقدروا رأفتك الواسعة هذه، فأداروا لك ظهورهم، ولم يعيروا لك سمعاً.. فلا تبال ولا تهتم فان رب العرش العظيم الذي له جنود السموات والارض والذي تهيمن ربوبيته من على العرش الاعظم المحيط بكل شيء، لهو كاف لك.. وسيجمع حولك المطيعين حقاً، ويجعلهم يصغون اليك ويرضون باحكامك).
نعم، انه ليست في الشريعة المحمدية والسنة الاحمدية مسألة الا وفيها حِكَمٌ عديدة، فانا هذا الفقير الى الله ادعى بهذا، رغم كل عجزي وقصوري. وانا على استعداد لإثبات هذه الدعوى. فما كتبته لحد الآن من اكثر من سبعين رسالة من رسائل النور انما هو بمثابة سبعين شاهدا صادقا على مدى الحكمة والحقيقة التي تنطوي عليها السنة الاحمدية والشريعة المحمدية، فلو قدر وكتب هذا الموضوع فلا يكفي سبعون رسالة ولا سبعة آلاف رسالة لا يفاء تلك الحكم حقها.