اللمعات | اللمعة الحادية عشرة | 92
(85-104)

 النكتة السادسة:
قال الرسول y: (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)(1)، أي: بعد ان كملتْ قواعد الشريعة الغراء ودساتير السنة المهطرة، واخذت تمام كمالها، بدلالة الآية الكريمة: ﴿اليومَ أكملتُ لكُم دينَكُم...﴾(المائد:3) فان عدم استحسان تلك الدساتير بمحدثات الامور، او ايجاد البدع التي تشعر كأن تلك القواعد ناقصة – حاش لله – ضلال ليس له مستقر الا النار.
ان للسنة المطهرة مراتب:
قسم منها (واجب) لا يمكن تركه، وهو مبين في الشريعة الغراء مفصلا، وهو من المحكمات لي لا يمكن باية جهة كانت ان تتبدل.
وقسم منها هو من قبيل (النوافل)، وهذا بدوره قسمان:
قسم منه هو السنن التي تخص العبادات، وهي مبينة ايضا في كتب الشريعة. وتغيير هذه السنن بدعة.
أما القسم الآخر فهو الذي يطلق عليه (الآداب) وهي المذكورة في كتب السير الشريفة، ومخالفتها لاتسمى بدعة. الا انها من نوع مخالفة الآداب النبوية، وعدم الاستفاضة من نورها، وعدم التأدب بالادب الحقيقي، فهذا القسم هو: اتباع افعال الرسول y المعلومة بالتواتر في العرف والعادات والمعاملات الفطرية، ككثير من السنن التي تبين قواعد ادب المخاطبة وتظهر حالات الاكل والشرب والنوم أو التي تتعلق بالمعاشرة. فمن يتحر امثال هذه السنن التي تطلق عليها (الآداب) ويتبعها فانه يحول عاداته الى عبادات، ويستفيض من نو

-----------------------

(1) حديث صحيح: جزء من حديث اخرجه احمد (3/310، 311، 337، 338، 371) ومسلم (867) والنسائي (3/188) وابن ماجة (45) والبيهقي في السنن (3/213، 214) وغيرهم من عدة طرق كلهم من حديث جابر رضي الله عنه. وزيادة (وكل ضلالة في النار) هي عند النسائي فقط من بين هؤلاء وسندها صحيح.

لايوجد صوت