اللمعات | اللمعة الحادية عشرة | 98
(85-104)

اهلا لمحبة الله.. فنص هذه الاية يبين لنا ان طريق ذلك المقصد الاسنى انما هو في اتباع (حبيب الله) والاقتداء بسنته المطهرة. فاذا ما اثبتنا في هذا المقام ثلاث نقاط فستتبين الحقيقة المذكورة بوضوح.
النقطة الاولى:
لقد جُبل هذا الانسان على محبة غير متناهية لخالق الكون، وذلك لان الفطرة البشرية تكنّ حباً للجمال، ووداً للكمال، وافتتاناً بالاحسان، وتتزايد تلك المحبة بحسب درجات الجمال والكمال والاحسان حتى تصل الى اقصى درجات العشق ومنتهاه.
نعم ان في القلب الصغير لهذا الانسان الصغير يستقر عشق بكبر الكون. اذ ان نقل محتويات ما في مكتبة كبيرة من كتب، وخزنها في القوة الحافظة للقلب – وهي بحجم حبة عدس – يبين ان قلب الانسان يمكنه ان يضم الكون ويستطيع ان يحمل حباً بقدر الكون.
فما دامت الفطرة البشرية تملك استعداداً غير محدود للمحبة تجاه الاحسان والجمال والكمال.. وان لخالق الكون جمالاً مقدساً غير متناه، ثبوته متحقق بداهة بآثاره الظاهرة في الكائنات.. وان له كمالا قدسياً لا حدود له، ثبوته محقق ضرورة بنقوش صنعته الظاهرة في هذه الموجودات.. وان له احسانا غير محدود ثابت الوجود يقينا، يمكن لمسه ومشاهدته ضمن انعامه والآئه الظاهرة في جميع انواع الاحياء.. فلابد انه سبحانه يطلب محبة لاحد لها من الانسان الذي هو اجمع ذوي الشعور صفة، واكثرهم حاجة، واعظمهم تفكراً، واشدهم شوقاً اليه.
نعم، كما ان كل انسان يملك استعداداً غير محدود من المحبة تجاه ذلك الخالق ذي الجلال، كذلك الخالق سبحانه هو اهل ليكون محبوبا، لاجل جماله وكماله واحسانه اكثر من أي احد كان، حتى ما في قلب الانسان المؤمن من انواع المحبة ودرجاتها للذين يرتبط بهم بعلاقات

لايوجد صوت