اللمعات | اللمعة الثالثة عشرة | 132
(119-150)

وامدادهم، فلا يقدح به كرامةَ المؤمن بل يقيه ويحفظه، ولا يهوّن شأن الانسان بل يظهر ضخامة شر الشيطان.
فيا اهل الحق واهل الهداية! دونكم سبيل النجاة والخلاص من مكايد شيطان الجن والانس المذكورة فاسلكوها.. اجعلوا مستقركم طريق الحق وهوطريق اهل السنّة والجماعة.. واخلوا القلعة الحصينة لمحكمات القرآن المعجز البيان.. واجعلوا رائدكم السنّة النبوية الشريفة تَسلموا وتنجوا باذن الله..
الاشارة الثامنة:
سؤال:
لقد اثبتّ في الاشارات السابقة أن طريق الضلالة تجاوزٌ وتعدٍّ وتخريب، وسلوكها سهل وميسور للكثيرين، بينما أوردت في رسائل أخرى دلائل قطعية على أن طريق الكفر والضلالة فيها من الصعوبة والمشكلات ما لا يمكن ان يسلكها أحد، وطريق الإيمان والهداية فيها من السهولة والوضوح بحيث ينبغي ان يسلكها الجميع؟!.
الجواب: ان الكفر والضلالة قسمان:
الاول: هو نفيٌ للأحكام الإيمانية نفياً عملياً وفرعياً، فهذا الطراز من الضلالة سهلٌ سلوكه وقبوله لأنه (عدمُ قبول) الحق، فهو تركٌ وعدمٌ ليس الاّ، وهذا القسم هو الذي ورد بيان سهولة قبوله في الرسائل.
أما القسم الثاني: فهو حكمٌ اعتقادي وفكرى وليس بعملي ولا فرعي، ولا نفيٌ للإيمان وحده بل سلوك لطريق مضادٍ للإيمان، وقبول للباطل واثباتُ نقيض الحق. فهذا هو خلاف الإيمان وضده، لذا فهو ليس (بعدم قبولٍ) كي يكون سهلاً وانما هو (قبولٌ للعدم). وحيث انه لا يتم الاّ بعد الاثبات، أي اثبات العدم. و (العدم لا يثبت) قاعدة اساسية، فليس من السهل اذن اثباته وقبوله.

لايوجد صوت