اللمعات | اللمعة الثالثة عشرة | 135
(119-150)

ومن هنا يتضح كيف أن هناك جانباً من الرحمة الشاملة للقرآن الكريم حتى على الكفار، وذلك بتشكيكه اياهم في كفرهم المطلق. فنجاهم – الى حَدّ ما – من حياة كالجحيم وجعلهم يستطيعون العيش في الحياة الدنيا بنوعٍ من الشك في كفرهم المطلق، وإلا كانوا يقاسون آلاماً معنوية تذكّر بعذاب الجحيم وقد تدفعهم الى الانتحار.
فيا اهل الإيمان! احتموا بحماية القرآن الكريم الذي انقذكم من العدم المطلق ومن جحيم الدنيا والآخرة بكل يقين وثقة واطمئنان، وادخلوا بالتسليم الكامل في الظلال الوارفة للسنّة المحمدية بكل استسلام واعجاب.. وانقذوا انفسكم من شقاء الدنيا وعذاب الآخرة..
الاشارة التاسعة:
سؤال:
لم غُلِبَ اهل الهداية وهم حزب الله في كثير من الاحيان امام اهل الضلالة الذين هم حزب الشيطان؟ برغم أنهم محاطون بعناية إلهية ورحمة ربانية، ويتقدم صفوفهم الانبياء الكرام عليهم السلام ويقود الجميع فخر الكائنات محمد عليه الصلاة والسلام؟
وما بال قسم من اهل المدينة المنورة مَرَدوا على النفاق وأصروا على الضلالة ولم يسلكوا الصراط السوي رغم انهم كانوا يجاورون الرسول الاعظم y الذي تسطع نبوّته ورسالتهُ كالشمس وهو يُذكرهم بالقرآن المعجز الذي يؤثر في النفوس كالأكسير الاعظم ويرشدهم بحقائقه التي تشدّ الجميع بقوة اعظم من جاذبية الكون؟
الجواب: للاجابة عن شقّي هذا السؤال المحيّر علينا أولاً أن نبين أساساً راسخاً متيناً وهو:
ان خالق الكون جلّ وعلا له من الاسماء الحسنى اسماء جلالية وأسماءٌ جمالية. وحيث أن كلاً منها يُظهر حُكمَه بتجليات مختلفة عن الاخرى، لذا فان الخالق سبحانه وتعالى قد مَزَجَ الأضداد ببعضها

لايوجد صوت