كطاعته ومراعاته للأوامر الإلهية، لذا كان y يلبس الدرع في الحروب، ويأمر الجنود بالتتّرس بالموانع ضد الاعداء، ويجرَح ويتأذى ويتحمل المشقّات.. كل ذلك لكي يُبيّن مدى طاعته الكاملة ومراعاته للقوانين الإلهية الحكيمة، وانقياده التام لشريعة الفطرة الكونية ونواميسها.
الاشارة العاشرة:
ان لأبليس دسيسة كبرى هي أنه يجعل الذين اتبّعون يُنكرون وجودَه. سنذكر شيئاً حول هذه المسألة البديهية، وجود الشياطين. حيث يتردد في عصرنا هذا في قبولها اولئك الذين تلوثت أفكارهم بالفلسفة المادية، فنقول:
اولاً: مثلما هو ثابت بالمشاهدة ثبوتاً قطعياً وجود ارواحٍ خبيثة في اجساد بشرية في عالم الانسان، تنجز وظيفة الشيطان واعماله. كذلك ثابت ثبوتاً قطعياً وجود ارواحٍ خبيثة بلا اجساد في عالم الجن، فلو ان هؤلاء اُلبسوا أجساداً مادية لأصبحوا تماماً مثل اولئك البشر الاضرار. وكذلك لو تمكن شياطين الانس – الذين هم على صور بشرية – من نزع اجسادهم لأصبحوا أبالسة الجن.
فبناء على هذه العلاقة الوطيدة ذهب أحد المذاهب الباطلة الفاسدة الى (أن الارواح الخبيثة الشريرة المتجسدة بصورة اُناسي تتحول الى شياطين بعد موتها)!.
ومن المعلوم انه اذا ما فسد الشيءُ الثمين يكون فسادهُ أشدَّ من فساد الشيءِ الرخيص، كما هو في فساد اللبن أوالحليب حيث يمكن ان يؤكلا، أما اذا فسد الدهنُ فلا يمكن أكله، إذ قد يكون كالسمّ. وهكذا الانسان الذي هو اكرم المخلوقات بل ذروتها وقمّتها، اذا فسد فانه يكون أفسد وأحط من الحيوان الفاسد نفسه. فيكون كالحشرات التي تأنس بالعفونة وتريحها الروائح الكريهة، وكالحيّات التي تلتذ بلدغ الآخرين. بل يتباهى بتلذذه بالأخلاق الدنيئة النابتة في مستنقع