اللمعات | اللمعة السابعة عشرة | 200
(193-236)

وتحت امره وفي خدمته، واليه مصيري ومرجعي، فمن انتم حتى تسلبوا مني ما وهبني السلطان العظيم؟ فان كنتم قد جئتم باذنه ورضاه فعلي العين والرأس فأروني أمره الكريم، والاّ تنحوا عني فلأقاتلنكم ولو كنت وحدي وانتم أُلوف، اذ لا اقاتل لنفسي لانها ليست لي، بل اقاتل حفاظاً لأمانة مالكي ومولاي وصيانةً لعزته وعظمته. فانا لا ارضخ لكم!!.
فدونك مثالاً واحداً من ألوف الامثلة على ما في هذا الطريق الثاني من مصدر فرح ومدار سعادة. فانسج على منواله.
وعلى طول الطريق الثاني، وطوال مدة السفرة كلها نرى سَوقاً الى الجندية، يتم في فرح وابتهاج وسرور.. تلك هي التي تسمى بـ(المواليد). وهناك اعفاءات ورُخَص من الجندية، تتم في فرح وحبور ايضاً، وسط تهليل وتكبير.. تلك هي التي تسمى بـ(الوفيات).
هذا هو الذي اهداه القرآن الكريم للبشرية، فمن اهتدى به فقد سعد في الدارين ويمضي في طريقه – الثاني – على هذه الصورة اللطيفة بلا حزن وكدّرٍ على ما فات منه، وبلا خوف ووجل مما سيأتي عليه، حتى تنطبق عليه الآية الكريمة: ﴿لاخَوفٌ عَليهِم ولا هُمْ يحزَنون﴾(البقرة:262).
يا اوروبا الثانية الفاسدة! انك تستندين الى اسس واهية نخرة، فتزعمين:
أن كلّ كائن حي مالكٌ لنفسه، ابتداءً من اعظم ملَكَ وانتهاء الى اصغر سمك. كلٌ يعمل لذاته فقط، ولأجل نفسه فحسب، ولا يسعى أحدٌ الاّ للذته الخاصة، ولأجل هذا له حق الحياة. فغاية همته وهدف قصده هو ضمان بقائه واستمرار حياته. ثم انك ترين (قانون التعاون) جارياً فيما بين المخلوقات امتثالاً لأمر الخالق الكريم الذي هو واضح جلي في أرجاء الكون كله كامداد النباتات للحيوانات والحيوانات

لايوجد صوت