اللمعات | اللمعة السابعة عشرة | 203
(193-236)

وهو (فقير) ولكنه مستغن عن كل شيء بما ادّخر له مالكُه الكريم من الثواب الجزيل.
وهو (ضعيف) ولكنه يستند الى قوة سيده المطلقة. فلا يرضى تلميذ القرآن الكريم الخالص حتى بالجنة الخالدة مقصداً وغاية له، فكيف به بهذه الدنيا الزائلة؟ فافهم من هذا مدى التفاوت الكبير والبونَ الشاسع بين همة هذين التلميذين!.
وكذلك يمكنكم ان تقيسوا مدى الفرق الهائل بين تلاميذ الفلسفة السقيمة وتلاميذ القرآن الحكيم من حيث مدى التضحية والفداء في كل منهما بما يأتي:
إن تلميذ الفلسفة يفر من أخيه أثرَة لنفسه، ويقيم عليه الدعوى. اما تلميذ القرآن فانه يرى جميع عباد الله الصالحين في الارض والسموات اخواناً له، ويشعر من اعماق روحه باواصر شوق تشدّه نحوهم، فيدعو لهم دعاءً خالصاً نابعاً من صميم قلبه (اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات) فهو يسعد بسعادتهم. حتى انه يرى ما هو اعظم الاشياء كالعرش الاعظم والشمس الضخمة مأموراً مسخراً مثله.
ثم يمكنك قياس سموّ الروح وانبساطها لدى التلميذين بما يأتي:
ان القرآن الكريم يمنح تلاميذه نماءاً سامياً للروح وانبساطاً واسعاً لها، اذ يسلم الى ايديهم بدلاً من تسع وتسعين حبةٍ من حبات المسبحة، سلسلة مركبة من ذراتٍ تسع وتسعين عالماً من عوالم الكون التي يتجلى فيها تسعٌ وتسعون اسماً من الاسماء الحسنى، ويخاطبهم: هاؤم اقرأوا أورادكم بهذه السلسلة، وهم بدورهم يقرأون اورادهم بتلك المسبحة العجيبة، ويذكرون ربهم الكريم باعدادها غير المحدودة.
فان شئت فانظر الى تلاميذ القرآن من الاولياء الصالحين امثال الشيخ الكيلاني والشيخ الرفاعي والشيخ الشاذلي (رضي الله

لايوجد صوت