اللمعات | اللمعة الحادية والعشرون | 274
(271-286)

وكما لاحسد بين تروس المعمل ودوليبه، ولا يتقدم بعضها على بعض ولايتحكم، ولايدفع احدها الآخر الى التعطل بالنقد والتجريح وتتبع العورات والنقائص، ولا يثبط شوقه الى السعي، بل يعاون كل منها الآخر بكل مالديه من طاقة موجهاً حركات التروس والدواليب الى غايتها المرجوة، فيسير الجميع الى ما وجدوا لاجله، بالتساند التام والاتفاق الكامل. فلو تدخل شيء غريب او تحكم في الامر – ولو بمقدار ذرة – لا ختل المعمل واصابه العطب ويقوم صاحبه بدوره بتشتيت اجزائه وتقويضه من الاساس.
فيا طلاب رسائل النور ويا خدام القرآن! نحن جميعاً اجزاء واعضاء في شخصية معنوية جديرة بأن يطلق عليها: الانسان الكامل.. ونحن جميعاً بمثابة تروس ودواليب معمل ينسج السعادة الابدية في حياة خالدة. فنحن خدام عاملون في سفينة ربانية تسير بالامة المحمدية الى شاطيء السلامة وهي دار السلام.
نحن اذن بحاجة ماسة بل مضطرون الى الاتحاد والتساند التام والى الفوز بسر (الاخلاص) الذي يهيء قوة معنوية بمقدار الف ومائة واحد عشر (1111) ناتجة من اربعة افراد. نعم.. ان لم تتحد ثلاث (الفات) فستبقى قيمتها ثلاثاً فقط، اما اذا اتحدت وتساندت بسر العددية، فانها تكسب قيمة مائة واحد عشر (111)، وكذا الحال في اربع (اربعات) عندما تكتب كل (4) منفردة عن البقية فان مجموعها (16) اما اذا اتحدت هذه الارقام واتفقت بسر الاخوة ووحدة الهدف والمهمة الواحدة على سطر واحد فعندها تكسب قيمة اربعة آلاف واربعمائة واربع واربعين (4444) وقوتها. هناك شواهد ووقائع تاريخية كثيرة جداً اثبتت ان ستة عشر شخصاً من المتآخين المتحدين المضحين بسر الاخلاص التام تزيد قوتهم المعنوية وقيمتهم على اربعة آلاف شخص.
اماحكمة هذا السر فهي: ان كل فرد من عشرة اشخاص متفقين حقيقة يمكنه ان يرى بعيون سائر اخوانه ويسمع بأذانهم أي ان كلاً

لايوجد صوت