اللمعات | اللمعة الحادية والعشرون | 276
(271-286)

لدى قناعة تامة من ان هذا التوفيق الإلهي ليس الا من صميم اخلاصكم.
وانني اعترف بانكم انقذتموني باخلاصكم التام – الى حد ما – من الرياء، ذلك الداء الوبيل الذي يداعب النفس تحت ستار الشهرة والصيت.
نسأل الله ان يوفقكم جميعاً الى الاخلاص الكامل وتقحموني فيه معكم.
تعلمون ان الامام علياً رضى الله عنه والشيخ الكيلاني قدس الله سره، قد توجها اليكم ونظرا بعين اللطف والاهتمام والتسلية في كراماتهما الخارقة، ويباركان خدماتكم معنىً. فلا يسارونكم الشك في ان ذلك التوجه والالتفات والتسلية ليس الا بما تتمتعون به من اخلاص. فان افسدتم هذا الاخلاص متعمدين، تستحقون اذن لطماتهم. تذكروا دائماً (لطمات الرأفة والرحمة) التي هي في (اللمعة العاشرة). ولو أردتم ان يظل هذان الفاضلان استاذين وظهيرين معنويين لكم فاظفروا بالاخلاص الاتم بامتثالكم الآية الكريمة: ﴿وَيُؤِثْروُنَ عَلى اَنْفُسِهِمْ﴾(الحشر:9).
أي عليكم ان تفضلوا اخوانكم على انفسكم في المراتب والمناصب والتكريم والتوجه، حتى في المنافع المادية التي تهش لها النفس وترتاح اليها. بل في تلك المنافع التي هي خالصة زكية كتعليم حقائق الإيمان الى الآخرين، فلا تتطلعوا ما استطعتم ان يتم ذلك بأيديكم، بل ارضوا واطمئنوا ان يتم ذلك بيد غيركم لئلا يتسرب الاعجاب الى انفسكم.
وربما يكون لدى احدكم التطلع للفوز بالثواب وحده، فيحاول ان يبين امراً مهماً في الإيمان بنفسه، فرغم ان هذا الا اثم فيه ولاضرر فقد يعكر صفو الاخلاص فيما بينكم.
دستوركم الرابع:

لايوجد صوت