اللمعات | اللمعة الحادية والعشرون | 279
(271-286)

والسبب الثاني في احراز الاخلاص هو: ان يكسب المرء حضوراً وسكينة بالإيمان التحقيقي وباللمعات الواردة عن التفكر الإيماني في المخلوقات.
وهذا التأمل يسوق صاحبه الى معرفة الخالق سبحانه، فتنسكب الطمأنينة والسكينة في القلب. حقاً ان تلمع هذا النوع من التأمل في فكر الانسان يجعله يفكر دائماً في حضور الخالق الرحيم سبحانه ورؤيته له، أي انه حاضر وناظر اليه دائماً. فلا يلتفت عندئذٍ الى غيره، ولا يستمد من سواه. حيث ان النظر والالتفات الى ما سواه يخل بأدب الحضور وسكينة القلب. وبهذا ينجو الانسان من الرياء ويتخلص منه، فيظفر بالاخلاص باذن الله.
وعلى كل حال فان في هذا (التأمل) درجات كثيرة ومراتب عدة. فحظ كل شخص ما يكسبه، وربحه ما يستفيد منه حسب قابلياته وقدراته.
نكتفي بهذا القدر ونحيل الى رسائل النور حيث ذكرت كثيراً من الحقائق حول النجاة من الرياء واحراز الاخلاص.
سنبين باختصار بعضاً من الاسباب العديدة التي يخل بالاخلاص وتمنعه، وتسوق الى الرياء وتدفع اليه:
(المانع الاول للاخلاص)
الحسد الناشيء من المنافع المادية. هذا الحسد يفسد الاخلاص تدريجياً، بل يشوه نتائج العمل، بل يفوّت حتى تلك المنافع المادية ايضاً.
نعم، لقد حملت هذه الامة دائماً التوقير والقدر للعاملين بجد للحقيقة والآخرة، ومدت لهم يد العون فعلاً، وذلك بنية مشاركتهم في تلك الاعمال والخدمات الصادقة الخالصة لوجه الله. فقدمت لهم هدايا وصدقات لدفع حاجاتهم المادية ولئلا ينشغلوا بها عن خدماتهم الجليلة، فأظهروا بذلك ما يكنونه من احترام للعاملين في سبيل الله. الا ان هذه

لايوجد صوت