اللمعات | اللمعة الحادية والعشرون | 283
(271-286)

المعنوي السامي للجماعة، لاجل شهرة جزئية وعزة شخصية ناجمة من الانانية والحسد.. فأنا على ثقة وامل ان ذلك بعيد كل البعد عن طلاب النور.
نعم، ان قلوب طلاب النور وعقولهم وارواحهم لا تنحدر الى مثل هذه الامور السافلة، الا انه ما من احد لا يحمل نفساً امارة بالسوء، فقد تسري امورٌ ونوازع نفسانية في العروق وتتعلق بالاعصاب وتجري احكاماً برغم العقل والقلب والروح. فاعتماداً على ما تتركه رسائل النور فيكم من آثار، فلا اتهم قلوبكم وعقولكم وارواحكم. الا ان النفس والهوى والحس والوهم قد يُخدع؛ لذا يأتيكم التحذير والتنبيه احياناً بشدة وعنف. فتلك الشدة موجهة الى النفس والهوى والحس والوهم، فكونوا على حذر دائماً.
نعم لو كان مسلكنا طريقة خاصة ومشيخة، لكان هناك اذاً مقام واحد، او عدد محدود منه، ولكان هناك مرشحون كثيرون لذلك المقام. وعندها كان يمكن ان تحدث الغبطة والانانية في النفوس. ولكن مسلكنا هو الاخوة، لا غير. فلا يدعي الاخ على اخيه الابوة، ولا يتزيا بزي المرشد له. فالمقام هنا في الاخوة فسيح واسع، لا مجال فيه للمزاحمة بالغبطة، وان كان لابد فالاخ معاون لاخيه مكمل لعمله، وظهير له.
ومما يدل على ان في المسالك التي فيها مقام الابوة والارشاد والاستاذية نتائج خطرة مهلكة تنجم من المنافسة والحسد حرصاً على الثواب وتطلعاً الى علو الهمة، اقول ان الدليل على ذلك هو تلك الاختلافات والمشاحنات الدائرة في ثنايا المزايا الجليلة والمنافع العظيمة التي يتمتع بها اهل الطرق الصوفية، والتي ادّت بهم الى نتائج وخيمة جعلت قواهم السامية الهائلة لا تثبت امام اعاصير البدع.
(المانع الثالث للاخلاص):

لايوجد صوت