اللمعات | اللمعة الثالثة والعشرون | 326
(299-336)

ما تثمره حياة الانسان، بل هما – الشكر والعبادة - نتيجة خلقه وغاية فطرته وثمرة حياته.
فهل يمكن عقلاً لهذا الحاكم المطلق والآمر الفرد، وهو الواحد الاحد، أن يسلم امر الانسان الذي هو ثمرة الكون كله الى غيره من (الاسباب) ويسلم ثمرة حياته – وهي الشكر والعبادة – الى الآخرين، بعدما خلق الكون كله لمعرفة ألوهيته، ولمحبة ربوبيته، فهل يمكن ان يجعل نتيجة الخلق، وثمرة الكون تسقط بين اشداق عفونه العبث؟! حاش لله وكلا، سبحان الله عما يشركون.
ثم هل يمكن ان يرضى سبحانه بما يخالف حكمته وربوبيته بجعل بعض الاسباب مقصوداً لعبادة المخلوقات؟ علماً بأنه سبحانه وتعالى قد اشهر نفسه وعرّفها وحببها بافعاله وألطافه في هذا العالم.
فكيف يرضى سبحانه – بعد هذا كله – ان يدع تحبب افضل مخلوقاته واكملهم عبودية وشكراً وحمداً الى غيره من المخلوقات، وكيف يسمح لمخلوقاته ان تنساه بعد أن اظهر بافعاله مقاصده السامية في الكون: وهي معرفته، ثم عبادته؟ حاش وكلا، فسبحان الله عما يقولون علواً كبيراً.
ماذا تقول ايها الصديق بالذي سمعته آنفاً؟
وإذا به يجيب فيقول:
الحمد لله الذي سهل لي حل هاتين الشبهتين، فقد اظهرت لي في وحدانية الله، المعبود الحق والمستحق للعبادة وحده، ودليلين قويين ساطعين لا يمكن انكارهما، وهل بنكر ضوء الشمس والنهار إلاّ مكابر معاند؟!

لايوجد صوت