(منع الاشتراك)، واوشح نفوذه وقوته خلال تاريخ البشرية الطويل، وما ادى اليه من اضطراب وقتل وتشريد وانهار من الدماء المهراقة.
تأمل في الانسان الذي هو عاجز عن ادارة نفسه ومفتقر الى التعاون مع الآخرين، ولايملك من الحاكمية والآمرية إلاّ ظِلاً باهتاً، فهو يردُّ المداخلة الى هذه الدرجة، ويمنع تدخل الآخرين الى هذا الحد، ويرفض مشاركة الآخرين في حاكميته، ويسعى بما لديه من قوة للتشبث باستقلالية مقامه، تأمل في هذا، ثم انظر الى الحاكم المطلق وهو مستوٍ على عرش الربوبية، والآمر المطلق وهو المهيمن بالالوهية، والمستقل المطلق بالفردية والاحدية، وهو المستغني المطلق بقادرية مطلقة، ذلكم الله ربنا ذو الجلال..
فكم يكون لازماً وضرورياً (ردّ المداخلة) هذه بالنسبة اليه، ومنع الاشتراك وطرد الشريك في حاكميته المطلقة، وكم هو من لوازم هذه الحاكمية ومن اوجب وجائبها؟
فقايسْ الآن ووازن بين حاكمية الانسان المحدودة الضيقة المفتقرة الى الآخرين وحاكمية الله المطلقة الغنية الهيمنة الشاملة.
أما الشق الثاني من شبهتك والذي هو:
اذا قُصِدَ (بعض الاسباب) ببعض العبادة من بعض الامور الجزئية، فهل بنقص ذلك شيئاً من عبادة المخلوقات المتوجهة جميعاً الى الله القدير، ابتداءً من الذرات وانتهاءً بالسيارات والمجرّات؟!
الجواب: ان الخالق الحكيم العليم سبحانه، قد خلق هذا الكون بمثابة شجرة، وجعل ارباب الشعور ثمارها الكاملة، وكرم الانسان باعتباره اجمع ثمرة لأرباب المشاعر، وجعل الشكر والعبادة افضل