وسنبين جواباً اربعاً من الحكم فقط من بين حكم غزيرة دالة على كون هذا الحكم القرآني تقتضيه فطرة النساء وخلافه غير فطري.
الحكمة الاولى:
ان الحجاب امر فطرى للنساء، تقتضيه فطرتهن، لان النساء جُبلن على الرقة والضعف، فيجدن في انفسهن حاجة الى رجل يقوم بحمايتهن وحماية اولادهن الذين يؤثرنهم على انفسهن، فهن مسوقات فطريا نحو تحبيب انفسهن للاخرين وعدم جلب نفرتهم وتجنب جفائهم واستثقالهم.
ثم، ان ما يقرب من سبعة اعشار النساء: اما متقدمات في العمر، او دميمات لا يرغبن في اظهار شيبهن او دمامتهن، او أنهن يحملن غيرة شديدة في ذواتهن يخشن ان تفضل عليهن ذوات الحسن والجمال، او أنهن يتوجسن خيفة من التجاوز عليهن وتعرضهن للتهم.. فهؤلاء النساء يرغبن فطرة في الحجاب حذراً من التعرض والتجاوز عليهن وتجنباً من ان يكن موضع تهمة في نظر أزواجهن، بل نجد ان المسنات احرص على الحجاب من غيرهن.
وربما لا يتجاوز الاثنتين او الثلاث من كل عشر من النساء هن: شابات وحسناوات لايتضايقن من ابداء مفاتنهن اذ من المعلوم ان الانسان يتضايق من نظرات من لايحبه. وحتى لو فرضنا ان حسناء جميلة ترغب في ان يراها اثنان او ثلاثة من غير المحارم فهي حتما تستثقل وتنزعج من نظرات سبعة او ثمانية منهم، بل تنفر منها.
فالمرأة لكونها رقيقة الطبع سريعة التأثر تنفر حتماً – ما لم تفسد اخلاقها وتتبذّل – من نظرات خبيثة تصوب اليها والتي لها تأثير مادي كالسم – كما هو مجرب – حتى اننا نسمع: أن كثيرا من نساء اوروبا وهي موطن التكشف والتبرج، يشكين الى الشرطة من ملاحقة النظرات اليهن قائلات: ان هؤلاء السفلة يزجوننا في سجن نظراتهم!
نخلص مما تقدم:
ان رفع المدنية السفيهة الحجاب وافساحها المجال للتبرج يناقض الفطرة الانسانية. وان امر القرآن الكريم بالحجاب – فضلاً عن كونه