اللمعات | اللمعة الرابعة والعشرون | 341
(337-354)

كل عشرين منهم مَن هي اقل جمالاً من زوجته، بينما الباقون يرون امامهم من يفقن زوجاتهن حسنا وجمالا. فهذه الحالة قد تؤدي الى انبعاث احساس دنىء وشعور سافل قبيح في النفس فضلاً عما تسببه من زوال ذلك الحب الخالص وفقدان ذلك الاحترام، وذلك:
ان الانسان لايمكنه ان يحمل فطرة شعوراً دنيئاً حيوانياً تجاه المحارم – كالاخت – لان سيماء المحارم تشعر بالرأفة والمحبة المشروعة النابعين من صلة القربى. فهذا الشعور النبيل يحدّ من ميول النفس الشهوية، الا أن كشف ما لايجوز كشفه كالساق، قد يثير لدى النفوس الدنيئة حساً سافلاً خبيثاً لزوال الشعور بالحرمة، حيث ان ملامح المحارم تشعر بصلة القرابة، وكونها محرماً وتتميز عن غيرهم، لذا فكشفُ تلك المواضع من الجسد يتساوى فيه المحرم وغيره، لعدم وجود تلك العلامات الفارقة التي تستوجب الامتناع عن النظر المحرّم، ولربما يهيج لدى بعض المحارم السافلين هوى النظرة الحيوانية! فمثل هذه النظرة سقوط مريع للانسانية تقشعر من بشاعتها الجلود.
الحكمة الرابعة:
من المعلوم أن كثرة النسل مرغوبة فيها لدى الجميع، فليس هناك امة ولا دولة لاتدعو الى كثرة النسل، وقد قال الرسول الكريم y: (تناكحوا تكثروا فاني أباهي بكم الامم يوم القيامة)(1). بيد ان رفع

-------------------

(1) (تناكحوا تناسلوا فإني أباهي بكم الامم يوم القيامة) رواه عبدالرزاق والبيهقي عن سعيد بن ابي هلال مرسلا بلفظ: (تناكحو تكثروا فاني اباهي بكم الامم يوم القيامة) قال في المقاصد: جاء معناه عن جماعة من الصحابة، فأخرج ابو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم عن معقل بن يسار مرفوعاً: تزوجوا الولود الودود فاني مكاثر بكم الامم يوم القيامة، ولأحمد وسعيد بن منصور والطبراني في الاوسط والبيهقي وآخريم عن أنس قال كان رسول الله y يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيا شديداً ويقول: تزوجوا الولود الودود فاني مكاثر بكم الامم يوم القيامة، وصححه ابن حبان والحاكم.. الخ (باختصار عن كشف الخفاء للعجلوني 1021) والسيوطي في الجامع الصغير (3366).

لايوجد صوت