فطرياً – يصون النساء من المهانة والسقوط، ومن الذلة والاسر المعنوي ومن الرذيلة والسفالة، وهن معدن الرأفة والشفقة والرفيقات العزيزات لازواجهن في الأبد.
والنساء – فضلاً عما ذكرناه – يحملن في فطرتهن تخوفاً من الرجال الاجانب وهذا التخوف يقتضي فطرة التحجب وعدم التكشف، حيث تتتنغص لذة غير مشروعة لتسع دقائق بتحمل اذى حمل جنين لتسعة اشهر، ومن بعده القيام بتربية ولد لا حامي له زهاء تسع سنين! ولوقوع مثل هذه الاحتمالات بكثرة تتخوف النساء فطرة خوفاً حقيقياً من غير المحارم. وتتجنبهم جبلة، فتنبهها خلقتها الضعيفة تنبيها جادا، الى التحفظ وتدفعها الى التستر، ليحول دون اثارة شهوة غير المحارم، وليمنع التجاوز عليها، وتدلها فطرتها على ان حجابها هو قلعتها الحصينة وخندقها الامين.
ولقد طرق سمعنا: ان سباغ أخذية قد تعرض لزوجة رجل ذي منصب دنيوي كبير، كانت مكشوفة المفاتن، وراودها نهاراً جهاراً في قلب العاصمة (انقرة) ! أليس هذا الفعل الشنيع صفعة قوية على وجوه اولئك الذين لا يعرفون معنى الحياء من اعداء العفة والحجاب؟
الحكمة الثانية:
إن العلاقة الوثيقة والحب العميق بين الرجل والمرأة ليسا ناشئين عما تتطلبه الحياة الدنيا من الحاجات فحسب، فالمرأة ليست صاحبة زوجها في حياة دنيوية وحدها، بل هي رفيقته ايضاً في حياة ابدية خالدة.
فما دامت هي صاحبته في حياة باقية فينبغي لها ألاّ تلفت نظر غير رفيقها الابدي وصديقها الخالد الى مفاتنها، وألا تزعجه، ولا تحمله على الغضب والغيرة.
وحيث ان زوجها المؤمن، بحكم ايمانه لا يحصر محبته لها في حياة دنيوية فقط ولا يوليها محبة حيوانية قاصرة على وقت جمالها وزمن حسنها، وانما يكنّ لها حباً واحتراماً خالصين دائمين لا