الرعاية لحقوقه 0 أن يكون رجل واحد قيماً على أربعين من النساء، كما ورد ذلك في الحديث الشريف(1).
فما دامت الحقيقة هكذا.. وما دام كلُّ جميل يحب جماله، ويحاول جهده المحافظة عليه، ولا يريد أن يُمَسّ بسوء.. وما دام الجمال نعمة مهداة، والنعمة إن حُمدت عليها زادت وان قوبلت بالنكران تغيرت.. فلاشك ان المرأة المالكة لرشدها ستهرب بشدة وبكل مالديها من قوة من ان تجعل جمالها وسيلة لكسب الخطايا والذنوب وسوق الآخرين عليها.. وستفر حتماً من ان تجعل جمالها يتحول الى قبح دميم وجمال منحوس مسموم.. وستنهزم بلاشك من ان تجعل بالنكران تلك النعمة المهداة مدار عذاب وعقاب.
لذا ينبغي للمرأة الحسناء استعمال جمالها على الوجه المشروع ليظل ذلك الجمال الفاني خالداً دائماً بدلاً من جمال لا يدوم سوى بضع سنين، فتكون عندئذ قد أدت شكر تلك النعمة. والاّ ستتجرع الآلام والعذاب في وقت شيخوختها، وستبكي وتندب على نفسها يائسة نادمة لشدة ما ترى من استثقال الآخرين لها واعراضهم عنها.
أما اذا زُين ذلك الجمال بزينة آداب القرآن الكريم وروعي الرعاية اللائقة ضمن نطاق التربية الإسلامية، فسيظل ذلك الجمال الفاني باقياً – معنى – وستمنح المرأة جمالاً هو أجمل وأبهى وأحلى من جمال الحور العين في الجنة الخالدة كما هو ثابت في الحديث الشريف(2). فلئن كانت لتلك المرأة مسكة من عقل، فلن تدع هذه النتيجة الباهرة الخالدة قطعاً ان تضيع منها.
---------------
(1) عن أنس قال: لاحدثنكم حديثاً لا يحدثكم احد بعدي، سمعت رسول الله y يقول: (من اشراط الساعة ان يقل العلم ويظهر الزنا وتكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيمُ الواحد) البخاري – كتاب العلم – باب رفع العلم وظهور الجهل.
(2) في الباب احاديث كثيرة نذكر منها: عن ام سلمة زوج النبي قالت y: (في حديث طويل) قلت: يا رسول الله أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال: نساء الدنيا افضل من الحور العين كفضل الظهارة على البطانة. قلت: يارسول الله. ويمَ ذلك؟ قال: بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن لله عز وجل ألبس الله عز وجل وجوههن النور واجسادهن الحرير، بيض الالوان، خضر الثياب، صفر الحلي… الخ الحديث.. رواه الطبراني في الكبير والاوسك وهذا لفظه (عن الترغيب والترهيب للمنذري 4/537