اللمعات | اللمعة الخامسة والعشرون | 382
(355-383)

اما رعاية الشيوخ والاعتناء بهم، فضلاً عن كونه مداراً لثواب عظيم وبخاصة الوالدين والظفر بدعائهم واسعاد قلوبهم والقيام بخدمتهم بوفاء واخلاص، يقود صاحبه الى سعادة الدنيا والآخرة، كما هو ثابت بروايات صحيحة وفي حوادث تأريخية كثيرة. فالولد السعيد البار بوالديه العاجزين سيرى الطاعة نفسها من ابنائه، بينما الولد العاق المؤذي لأبويه مع ارتداده الى العذاب الاخروي سيجد كذلك في الدنيا مهالك كثيرة.
نعم انه ليست رعاية الشيوخ والعجائز والابرياء من الاقربين وحدهم، بل حتى اذا صادف المؤمن شيخاً مريضاً ذا حاجة جديراً بالاحترام فعليه القيام بخدمته بهمة واخلاص، مادامت هنالك اخوة ايمانية حقيقية وهذا مما يقتضيه الإسلام.

الدواء الخامس والعشرون
ايها الاخوان المرضى‍! اذا كنتم تشعرون بحاجة الى علاج قدسي نافع جداً، والى دواءٍ لكل داء يحوي لذة حقيقية، فمدّوا ايمانكم بالقوة واصقلوه، أي تناولوا بالتوبة والاستغفار والصلاة والعبادة العلاج القدسي المتمثل في الإيمان.
نعم، ان الغافلين بسبب حبهم للدنيا والتعلق بها بشدة كأنهم قد اصبحوا يملكون كياناً معنوياً عليلاً بحجم الدنيا كلها، فيتقدم الإيمان ويقدّم لهذا الكيان العليل المكلوم بضربات الزوال والفراق، مرهم شفائه منقذاً إياه من تلك الجروح والشروخ، وقد أبتنا في رسائل عدة بأن الإيمان يهب شفاءً حقيقياً، وتجنباً للاطالة أوجز قولي بما يأتي:

لايوجد صوت