اللمعات | اللمعة الخامسة والعشرون | 380
(355-383)

الدواء الثاني والعشرون
ايها الاخ المريض بداء عضال كالشلل! انني ابشّرك اولاً بأن الشلل يعدّ من الامراض المباركة للمؤمن.. لقد كنت اسمع هذا منذ مدة من الاولياء الصالحين فكنت اجهل سرّه، ويخطر الآن احد اسراره على قلبي هكذا:
ان اهل الولاية قد تعقبوا بارادتهم اساسيَن مهمين للوصول الى الحق تبارك وتعالى نجاةً من اخطار معنوية عظيمة ترد من الدنيا وصماناً للسعادة الابدية. والاساسان:
اولهما: رابطة الموت، أي أنهم سعوا لاجل سعادتهم في الحياة الابدية بالتفكر في فناء الدنيا وبأنهم ضيوف يُستخدمون لوظائف موقتة.
وثانيهما: اماتة النفس الامارة بالسوء بالمجاهدات والرياضة الروحية لاجل الخلاص من مهالك تلك النفس، والاحاسيس التي لاترى العقبى.
فيا اخي الذي فقد من كيانه نصف صحته، لقد اُودع فيك دون اختيار منك اساسان قصيران سهلان، يمهدان لك السبيل الى سعادت الابدية، ويذكرانك دائماً بزوال الدنيا وفناء الانسان. فلا تتمكن الدنيا بعدئذ من حبس انفاسك وخنقك، ولاتجرؤ الغفلة على غشيان عيونك. فالنفس الامارة لاتتمكن بالشهوات الرذيلة ان تخدع مَن هو نصف انسان، فينجو من بلائها وشرها بسرعة. والمؤمن بسر الإيمان والاستسلام والتوكل يستفيد من داء عضال كالشلل بأقصر وقت استفادة المجاهدين من اهل الولاية بالرياضة في المعتكفات، فيتضاءل عندئذ ذلك الداء ويزهد.
الدواء الثالث والعشرون
ايها المريض الوحيد الغريب العاجز! ان كانت غربتك وعدم وجود من يعيلك فضلاً عن مرضك سبباً في لفت القاوب القاسية

لايوجد صوت