اللمعات | اللمعة الخامسة والعشرون | 381
(355-383)

نحوك وامتلائها بالرقة عليك، فكيف بنظر رحمة خالقك الرحيم ذي التجليات الذي يقدم نفسه اليك في بدء سور القرآن بصفته الجليلة (الرحمن الرحيم) والذي يجعل جميع الامهات – بلمعةٍ من لمعات شفقته ورأفته الخارقة – يقمن بتربية اولادهن.. والذي يملأ وجه الدنيا ويصبغه في كل ربيع بتجلٍ من رحمته ويملأه بانواع نعمه وفضله.. وبتجلٍ من رحمته كذلك تتجسم الجنة الزاخرة بكل محاسنها. فانتسابك اليه بالإيمان والالتجاء اليه بلسان العجز المنبعث من مرضك، ورجاؤك منه وتضرعك اليه يجعل من مرضك في وحدتك وغربتك هدفاً ووسيلة تجلب اليك نظر الرحمة منه سبحانه تلك النظرة التي تساوي كل شيء.
فما دام هو موجوداً ينظر اليك فكل شيء موجود لك. والغريب حقاً والوحيد اصلاً هو ذلك الذي لاينتسب اليه بالإيمان والتسليم، او لايرغب في ذلك الانتساب.

الدواء الرابع والعشرون
ايها الممرضون المعتنون بالاطفال المرضى الابرياء وبالشيوخ الذين هم بحكم الاطفال عجزاً وضعفاً‍ ان بين ايديكم تجارة اخروية مهمة، فاغتنموا تلك التجارة وليكن شوقكم اليها عظيماً وسعيكم حثيثاً. ان امراض الاطفال الابرياء هي حقنات تربية ربانية لاجسادهم الرقيقة للاعتياد عليها وترويضهم بها لمقاومة مشتقات الحياة في المستقبل، وهي تحمل حكماً وفوائدَ تعود عليهم في حياتهم الدنيوية وفي حياتهم الروحية، فتصفي حياة الصغار تصفية معنوية مثلما تصفى حياة الكبار بكفارة الذنوب. فهذه الحقن اسس للرقي المعنوي ومداره في مستقبل اولئك الصغار او في آخرتهم.
والثواب الحاصل من مثل هذه الامراض يُدرج في صحيفة اعمال الوالدين او في صحيفة حسنات الوالدة التي تفضلُ صحة ولدها – بسر الشفقة – على نفسها، كما هو ثابت لدى اهل الحقيقة.

لايوجد صوت