اللمعات | اللمعة السادسة والعشرون | 406
(384-464)

محلها، فصرفها الى الوجه الفاني القبيح ذي الغفلة والضرر حتى حق عليه الحديث الشريف (حب الدنيا رأس كل خطيئة)(1).
فيا ايها الشيوخ ويا ايها العجائز!.
انني رأيت هذه الحقيقة بنور القرآن الحكيم، وبتذكير من شيخوختى، وبما منحه الإيمان لبصيرتي من نور، وقد اثبتها في رسائل كثيرة مع براهين دامغة.. رايت أن هذه الحقيقة هي السلوان الحقيقي لي، وهي الرجاء القوي والضياء الساطع.. فرضيت بشيخوختي وهرمي وسررت من رحيل الشباب.
فلا تحزنوا اذن، ولا تبكوا يا اخوتي الشيوخ على شيخوختكم بل احمدوا الله واشكروه. وما دمتم تملكون الإيمان، والحقيقة تنطق هكذا، فليبك اولئك الغافلون، وليحزن الضالون ولينتحبوا..

الرجاء التاسع
كنت اسيراً اثناء الحرب العالمية الاولى في مدينة قصية، في شمال شرقي روسيا تدعى (قوصترما). كان هناك جامع صغير للتتار على حافة نهر (فولغا) المشهور.. كنت ضجراً من بين زملائي الضباط الاسرى، فآثرت العزلة، الاّ أنه لم يكن يسمح لي بالتجوال في الخارج دون اذن ورخصة، ثم سمح لي بأن أظل في ذلك الجامع بضمانة اهل حيّ التتار وكفالتهم، فكنت انام فيه وحيداً، وقد اقترب الربيع، وكانت الليالي طويلة جداً في تلك البقعة النائية..

---------------

(1) رواه البيهقي في الشعب باسناد حسن الى الحسن البصري رفعه مرسلاً، وذكره الديلمي في الفردوس وتبعه ولده بلا سند عن على رفعه، قال ابن الفرس: الحديث ضعيف، ورواه البيهقي ايضاً في الزهد وابو نعيم من قول عيسى بن مريم وآخرون يعدّونه من كلام ابن مسعود او جندب البجلي رضي الله عنهم، انظر تفصيله في كشف الخفاء 1099 وتخريج الاحياء للعراقي والدرر المنتثرة 97 وحلية الاولياء 6/388 والمشكاة 52125 والاحاديث المشكلة ص 212 واحاديث القصاص برقم 7 وضعيف الجامع الصغير وزيادته 2681.

لايوجد صوت