اللمعات | اللمعة السادسة والعشرون | 443
(384-464)

ضئيلاً وفقيراً لا اهمية له – كوجود كل مؤمن.؟! وليعلموا ما الحياة نفسها بل ما الانسانية؟! وما الإسلام؟! وما الإيمان التحقيقي؟ وما معرفة الله؟ وكيف تحصل محبة الله؟. فليفهموا.. وليتلقوا درساً في ذلك!.

المرتبة النورية الحسبية الرابعة:
وافقت العوارض المزلزلة لكياني أمثال الشيب والغربة والمرض وكوني مغلوباً على أمري، وافقت تلك العوارض فترة غفلتي، فكأن وجودي الذي أتعلق به بشدة يذهب الى العدم، بل وجود المخلوقات كلها تفنى وتنتهي الى الزوال، فولد عندي ذهاب الجميع الى العدم قلقاً شديداً واضطراباً أليماً فراجعت الآية الكريمة ايضاً ﴿حسبنا الله ونعم الوكيل﴾ فقالت لي: (تدبر في معانيّ، وانظر اليها بمنظار الإيمان) وانا بدوري نظرت الى معانيها بعين الإيمان فرأيت:
ان وجودي الذي هو ذرة صغيرة جداً – كوجود كل مؤمن – مرآةٌ لوجود غير محدود، ووسيلة للظفر بانواع من وجود غير محدود بإنبساط غير متناه.. وهو بمثابة كلمة حكيمة تثمر من انواع الوجود الكثيرة الباقية ما هو اكثر قيمة من وجودي حتى أن لحظة عيش له من حيث انتسابه الإيماني ثمين جداً، وله قيمة عالية كقيمة وجودٍ أبدي دائم، فعلمت كل ذلك بعلم اليقين؛ لأن معرفتي بالشعور الإيماني بان وجودي هذا أثرٌ من آثار واجب الوجود وصنعةٌ من صنعته وجلوة من جلواته جعلتني انجو من ظلمات لا حدّ لها تورثها أوهام موحشة، واتخلص من الآم لاحدّ لها نابعة من افتراقات وفراقات غير متناهية، ودفعتني لأمدّ روابط اخوة وثيقة الى جميع الموجودات ولاسيما الى ذوي الحياة روابط بعدد الافعال والاسماء الإلهية المتعلقة بالموجودات. وعلمت أن هناك وصالاً دائماً بهذه الروابط مع جميع ما أحبه من الموجودات من خلال فراق موقت.
وهكذا فان وجودي كوجود كل مؤمن، قد ظفر بالإيمان والانتساب الذي فيه بأنوار انواع وجود غير محدودة لاافتراق فيها.

لايوجد صوت