ذلك الجمال المقدس السرمدي الذي يريد الظهور، وعلامات واشارات وتجليات لذلك الحسن المجرد والجمال المنزّه المتجلي دائماً والذي يريد المشاهدة والاشهاد.
وقد وضحت دلائل هذا مفصلاً في (رسائل النور) لاسيما تلك الرسالة التي تستهل بـ(هنا سنذكر ثلاثة براهين بصورة مختصرة جداً ومعقولة)(1). فأيما إنسان نظر الى هذه الرسالة من اصحاب الذوق السليم لايمكن أن يتمالك نفسه من غير الاعجاب والتقدير بل سيرى أن عليه أن يسعى لإفادة الآخرين بعدما أفاد نفسه، ولاسيما النقاط الخمس المذكورة في البرهان الثاني. فلابد ان مَن لم يفسد عقله ولم يصدأ قلبه أن يقول مستحسناً ومستصوباً: ماشاء الله.. بارك الله.. ويجعل وجوده الذي يظهر فقيراً حقيراً يسمو ويتعالى.. ويدرك مصدقاً أنه: معجزة خارقة حقاً!!.
الرجاء الخامس عشر(1)
عندما كنت نزيل غرفة في (اميرداغ)(2) تحت الاقامة الجبرية وحيداً فريداً، كانت عيون الترصد تتعقبني وتضايقني دائماً فأتعذب منها أشد العذاب، حتى مللت الحياة نفسها وتأسفت لخروجي من السجن، بل رغبتُ من كل قلبي في ان اعود الى سجن (دنيزلي) او دخول القبر، حيث السجن او القبر افضل من هذا اللون من الحياة. فأتتني العناية الإلهية مغيثة، إذ وهبتْ آلة الرونيو التى ظهرت حديثاً
--------------
(1) المقصود (المرتبة النورية السادسة من الشعاع الرابع)- المترجم.
(1) كُتب هذا الرجاء الخامس عشر كي يكون مصدر تكملة رسالة الشيوخ وتأليفها من قبل أحد طلاب النور، حيث أن فترة تأليف رسائل النور قد انتهت قبل ثلاث سنوات. – المؤلف.
(2) قضاء يقع في اواسط الاناضول، نفي اليها الاستاذ النورسي سنة (1944) وظل فيها حتى سنة1951. – المترجم.