اللمعات | اللمعة السادسة والعشرون | 449
(384-464)

معكم من رسائل النور ووجدانهم السلوان فيها. أما الذين غضبت واحتدت عليهم، فان كانوا من المغرّربهم ومن المخدوعين فلا يستحقون الغضب والحدّة، اذ انهم يظلمونك دون قصد ولاعلم ولاشعور. وان كانوا يعذبونك ويشددون عليك الخناق يقومون بها عن علم وعن حقد دفين ارضاء لأهل الضلالة فإنهم سيعذّبون عن قريب بالموت الذي يتصورونه إعداماً أبدياً، وسيرون الضيق الشديد الدائمي المقيم في السجن المنفرد وهو القبر. وانت بدورك تكسب ثواباً عظيماً – نتيجة ظلمهم – وتظفر بخلود ساعاتك الفانية، وتغنم لذائذ روحية معنوية فضلاً عن قيامك بمهمتك العلمية والدينية باخلاص.
هكذا ورد الى روحي هذا المعنى فقلت بكل ماأوتيت من قوة: (الحمد لله). واشفقت على اولئك الظَلَمة بحكم انسانيتي ودعوت: ياربي أصلح شأن هؤلاء..
ولقد ثبتّ في افادتي التي كتبتُها الى وزارة الداخلية: ان هذه الحادثة الجديدة غير قانونية، وأثبتها بعشرة أوجه، بل ان هؤلاء الظلمة الذين يخرقون القانون باسم القانون هم المجرمون حقاً، حيث بدأوا بالبحث عن حجج واهية جداً وتتبعوا افتراءات مختلفة الى حدّ ان جلبوا سخرية السامعين وابكت اهل الحق المنصفين، وأظهروا لأهل الانصاف أنهم لايجدون باسم القانون والحق أي مسوّغ للتعرض لرسائل النور ومسّ طلابها بسوء، فيزلون الى البلاهة والجنون ويتخبطون خبط عشواء.
مثال ذلك:
لم يجد الجواسيس الذين راقبونا لمدة شهر شيئاً علينا، لذا لفقوا التقرير الآتي: ان خادم (سعيد) قد اشترى له الخمر من حانوت. الاّ أنهم لم يجدوا أحداً يوقع على هذا التقرير تصديقاً لهم، الاّ شخصاً غريباً وسكيراً في الوقت نفسه، فطلبوا منه – تحت الضغط والتهديد

لايوجد صوت