اللمعات | اللمعة السادسة والعشرون | 450
(384-464)

ان يوقع مصدقاً على ذلك التقرير، فردّ عليهم: (استغفر الله من يستطيع أن يوقع مصدقاً هذا الكذب العجيب) فاضطروا الى اتلاف التقرير.
مثال آخر
لحاجتي الشديدة لاستنشاق الهواء النقي، ولما يُعلم من اعتلال صحتي، فقد أعارني شخص لاأعرفه – ولم اتعرف عليه لحدّ الآن – عربة ذات حصان لأتنزه بها خارج البلدة فكنت اقضي ساعة او ساعتين في هذه النزهة، وكنت قد وعدت صاحب العربة والحصان بأن أوفي اجرتها كتباً تثمن بخمسين ليرة، لئلا أحيد عن قاعدتي التي اتخذتها لنفسي، ولئلا أظل تحت منة أحد من الناس واذاه.. فهل هناك احتمال لان ينجم ضرر ما من هذا العمل؟! غير أن دائرة الشرطة ودائرة العدل والامن الداخلي وحتى المحافظ نفسه استفسر باكثر من خمسين مرة: لمنْ هذا الحصان؟ ولمن هذه العربة؟ وكأنه قد حدثت حادثة سياسية خطيرة للاخلال بالأمن والنظام! مما اضطر ان يتطوع أحد الاشخاص لقطع دابر هذه الاستفسارات السخيفة المتتالية فيدّعي أن الحصان ملكه، وادّعى آخر بان العربة له، فصدر الامر بالقبض عليهما واودعا معي في السجن. فبمثل هذه النماذج اصبحنا من المتفرجين على لعب الصبيان ودُماهم، فبكينا ضاحكين وحزنا ساخرين، وعرفنا أن كل من يتعرض لرسائل النور ولطلابها يصبح اضحوكة وموضع هزء وسخرية.
واليك محاورة لطيفة من تلك النماذج: لقد قلتُ للمدعي العام – قبل ان اطلع على ماكتب في محضر اتهامي من الاخلال بالامن – قلت له: لقد اغتبتك امس اذ قلت لأحد افراد الشرطة الذي استجوبني نيابة عن مدير الامن: (ليهلكني الله – ثلاثة مرات – ان لم اكن قد خدمت الامن العام لهذا البلد أكثر من الف مدير أمن واكثر من ألف مدع عام..).

لايوجد صوت