ففار الغضب في اعماقي على انعدام الرحمة للشيب، والتفتُّ واذا بجمع غفير من المسلمين قد احتشدوا حولنا ينظرون الينا بعيون ملؤها الرأفة، بقلوب ملؤها الرحمة والاخوة، حتى لم يستطع أحد من صرفهم عن هذا التجمع، وهنا وردت الى القلب هاتان الحقيقتان:
الاولى
ان اعدائي، واعداء النور المتسترين قد اقنعوا بعض الموظفين الغافلين وساقوهم الى مثل هذه المعاملات المهينة كي يحطموا شخصيتي امام أنظار الناس، ويصرفوا ما لا أرغبه أبداً من توجه الناس واقبالهم عليّ، ظناً منهم أنهم يتمكنون بذلك من إقامة سدّ منيع امام سيل فتوحات النور. فتجاه تلك الاهانة الصادرة من رجل واحد فقد صرفت العناية الإلهية نظري الى هؤلاء (المائة) إكراماً منها للخدمة الإيمانية التي تقدمها رسائل النور وطلابها قائلة: (انظر الى هؤلاء، فقد أتوا للترحيب بكم لخدمتكم تلك، بقلوب ملأى بالرأفة والحزن والاعجاب والارتباط الوثيق).
بل حتى في اليوم الثاني عندما كنت أجيب عن اسئلة حاكم التحقيق؛ إحتشد ألفٌ من الناس في الساحة المقابلة لنوافذ المقر. كانت ملامح وجوههم تعبر عن وضعهم، وتقول: (لاتضايقوا هؤلاء). ولشدة ارتباطهم بنا، عجزت الشرطة عن ان تفرقهم. وعند ذلك ورد الى القلب:
(ان هؤلاء الناس في هذا الوقت العصيب؛ ينشدون سلوانا كاملا، ونوراً لاينطفىء، وإيماناً راسخاً، وبشارة صادقة بالسعادة الابدية، بل يبحثون عنها بفطرتهم، وقد طرق سمعُهم أن ما يبحثون عنه موجود فعلاً في رسائل النور، لذا يبدون هذا الاحترام والقدر لشخصي – الذي لا اهمية له – بما يفوق طاقتي وحدي، من موقع كوني خادماً للإيمان، وعسى أن اكون قد قمت بشيء من الخدمة له).
الحقيقة الثانية