اللمعات | اللمعة الثامنة والعشرون | 477
(465-515)

وكلمات الله غير متناهية، وهي منبع القرآن الكريم المتوجه الى عالم الشهادة من عالم الغيب مخاطباً الجن والانس والملائكة والروحانيين، فيرنّ في اسماع كل فرد منهم. ولا غرو فهو النازل من خزينة الكلام الإلهي الذي لا ينفد.
الكلمة الرابعة:
من المعلوم ان صدور كلامٍ مما لا يُتوقع منه الكلام، يمنح الكلام اهمية ويدفع الى سماعه، ولاسيما الاصداء الشبيهة بالكلام، الصادرة من الاجسام الضخمة كالسحاب وجوّ السماء، فانها تحمل كل احد على سماعها باهتمام بالغ، وبخاصة النغمات التي يطلقها جهاز ضخم ضخامة الجبل فانها تجلب الاسماع اليها اكثر. ولا سيما الصدى السماوي القرآني الذي يبث – بالراديو – فترن به السموات العلى حتى تسمع هامة الكرة الارضية برمتها. فتصبح ذرات الهواء بمثابة لاقطات تلك الحروف القرآنية ومراكز بثها. فتكون الذرات بمثابة المرايا العاكسة للانوار والاذان الصاغية للأصداء، والألسنة الذاكرة لها، وكأنها نهايات إبر لجهاز حاك عظيم تخرج الاصوات.
فالآية تبين رمزاً مدى اهمية الحروف القرآنية ومدى قيمتها ومزاياها وكونها نابضة بالحياة، فتقول بمعناها الاشاري: ان القرآن الكريم الذي هو كلام الله، حي يتدفق بالحيوية، رفيع سام الى حدّ لا ينفد عدد الاسماع التي تنصت اليه ولاعدد الكلمات المقدسة التي تدخل تلك الاسماع.. لا تنفد تلك الاعداد حتى لو كانت البحار مداداً والملائكة كتاباً لها والذرات نقاطاً والنباتات والشعور اقلاماً.
نعم، لا تنفد، لان الله سبحانه الذي يُكثر في الهواء عدد ما لا روح فيه ولا حياة من كلام الانسان الضعيف، الى الملايين فكيف بعدد كل كلمة من كلام رب السموات والارض الذي لاشريك له والمتوجه الى جميع ذوي الشعور في السموات والارضين.
الكلمة الخامسة: عبارة عن حرفين:

لايوجد صوت