اللمعات | اللمعة الثلاثون | 598
(574-671)

مظاهر الحكمة البالغة والجمال والجلال المتجلية في الآفاق. فانسانٌ هذه مهمته، انسان ضروري وجوده،بل يستلزمه هذا الكون،كضرورة الشمس ولزومها له.
فالذي يؤدي هذه المهمات، وينجز هذه الوظائف على اتم صورة ليس الا الرسول الاكرم y كما هو مشاهد؛ لذا فكما تستلزم الشمس الضوء، ويستلزم الضوء النهار، فالحِكَم المبثوثة في آفاق الكون وجنباته تستلزم نبوة محمد y ورسالته.
نعم! مثلما يقتضي التجلي الاعظم لاسم (الحكم والحكيم) - في اوسع مداه - الرسالة الاحمدية، فان اغلب الاسماء الحسنى؛ (الله، الرحمن، الرحيم، الودود، المنعم، الكريم، الجميل، الرب) وامثالها، تستلزم الرسالة الاحمدية في اعظم تجلياتها واحاطتها بالكون كله، استلزاماً قاطعاً لا ريب فيه.
فمثلاً:
ان الرحمة الواسعة التي هي تجلي اسم (الرحيم) تظهر بوضوح بمَن هو (رحمة للعالمين)..
وان التحبب الإلهي، والتعرف الرباني - اللذين هما من تجليات اسم (الودود) - يفضيان الى نتيجتهما ويجدان المقابلة بـ(حبيب رب العالمين)..
وان جميع انواع الجمال: من جمال الذات الى جمال الاسماء، وجمال الصنعة والاتقان، وجمال المصنوعات، والمخلوقات، كل انواع الجمال – التي هي تجلٍ من تجليات اسم (الجميل) - تشاهَد في تلك المرآة الاحمدية، وتُشهد بها..
بل حتى تجليات عظمة الربوبية، وهيمنة سلطنة الالوهية انما تُعرف برسالة هذا الداعية العظيم الى سلطان الربوبية وتتبين بها، وتُفهم عنها، وتؤخذ منها وتُصدّق بها..
وهكذا فأغلب الاسماء الحسنى انما هي برهان باهر على الرسالة

لايوجد صوت