والعبادة؛ فيكرر كثيراً ويبيّن ويوضح:
أن العبادة خاصّة لله وحده، وأن الشكر والحمد لايليقان حقاً الاّ به سبحانه، وان ما في الحياة من شؤون وامور هي في قبضة تصرفه وحده، فينفي بهذا وبصراحة تامة الوسائطَ والاسباب، مسلِّماً الحياة بما فيها الى يد القدرة (للحي القيوم) فيقول مثلاً:
﴿وهو الذي يُحيي ويُميتُ وله اختلافُ الليلِ والنهار﴾(المؤمنون:80)
﴿وهو الذي يُحيي ويُميتُ فاذا قَضى أمراً فإنما يقولُ له كُنْ فيكون﴾(المؤمن: 68)
﴿فيُحيي به الارضَ بَعد مَوتها﴾(الروم: 24)
نعم! ان الذي يدعو الى الشكر والحمد والامتنان، والذي يثير الشعور الى المحبة والثناء - بعد نعمة الحياة - انما هو الرزق والشفاء والغيث، وامثالها من دواعي الشكر والحمد.
وهذه الوسائل ايضاً محصورة كلياً بيد (الرزاق الشافي) سبحانه، فليست الاسباب الاّ أستار وحُجب ووسائط فحسب؛ اذ ان علامة الحصر والتخصيص - حسب قواعد اللغة العربية - هو الرزاق، هو الذي، واضحة في الآيات الكريمة الاتية:
﴿هو الرزاقُ ذو القوةِ المتينُ﴾(الذرايات: 58)
﴿واذا مَرِضْتُ فهوَ يَشفينِ﴾(الشعراء:80)
﴿وهو الذي يُنزِّلُ الغَيثَ مِن بَعدِ ما قَنَطوا﴾(الشورى: 28)
فهذه الآيات الكريمة وامثالها تبين:
ان الرزق والشفاء والغيث خاصةٌ به سبحانه وتعالى، وتنحصر كلياً بيد قدرة (الحي القيوم). فالذي وهب خواص الادوية والعلاج هو ذلك الشافي الحقيقي سبحانه الذي خلقها وليس غيره.
الرمز الرابع:
لقد بُيّنت في الخاصة الثامنة والعشرين من الحياة: