في بيان جواهر من خزائن هذه الآيات:(1)
﴿الله خَالِقُ كُلِّ شئٍ وهوَ على كُلِّ شَئٍ وَكِيلٌ لَهُ مَقاليدُ السَّمواتِ والارضِ﴾(الزمر:62-63)
﴿فَسُبحَانَ الَّذي بيدهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شئٍ﴾(يس:83)
﴿وإنْ من شئٍ إلاّ عِندَنا خَزائِنهُ﴾(الحجر:21)
﴿مَا من دآبةٍ إلاّ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها﴾(هود:56)
يا ايها الغافل المنغمس في الاسباب! انّ الاسباب حجابُ تصرّف القدرة؛ اذ العزةُ والعظمة تقتضيان الحجابَ، لكنَّ المتصرف الفعال هو القدرة الصمدانية؛ اذ التوحيد والجلال هكذا يقتضيان. اذ سلطان الازل له مأمورون، لكن ليسوا وسائط الإجراء حتى يكونوا شركاء سلطنة الربوبية، بل هم من الدلالين الذين يُعلنون إجراآت الربوبية، ومن النُظَّار الذين يشاهدون ويشهدون، ويكتسبون - في الانقياد للاوامر التكوينية - عباداتٍ تُناسبُ استعداداتهم. فهذه الوسائط لإظهار عزةِ القدرة وحشمة(2) الربوبية.
---------------------
(1) الدرس الرابع عشر من كتاب (المدخل الى النور) NURUN ILK KAPISI الذى يعدّ اول مؤلفات (سعيد الجديد) بالتركية.
(2) عظمتها وهيبتها.