ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | لمعات | 12
(9-26)

وامّا السلطان الانسانيّ، فلعجزه واحتياجه يحتاج الى وسائط ومأمورين يشتركون في سلطنته. فلا مناسبة(1) بين المأمور الالهي والانساني.
نعم، ان نظر اكثر الغافلين لايدرك حُسنَ الحادثات ولايعرف حِكمَتَها، فيشتكي بلاحقٍ، ويعترض جهلاً. فُوضِعَتِ الاسبابُ لتتوجه الشكاوى اليها. واذا وُفِّقَ احدٌ لدَرك الحكمة والحقّ ارتَفعَت الاسبابُ عن نظره.
وقد قيل بتمثيل معنوي: انّ عزرائيل (عليه السلام) اشتكى اليه تعالى: بان عبادك يشتكون منّي في قبض الارواح، فالُقي اليه: انّي اضع بينك وبينهم، وسائط المصيبات حتى يتوجّه شكواهم اليها لا إليكَ..

الحاصل:
إنّ العزةَ والعظمة تقتضيان وضع الاسباب الظاهرية لردّ الشكايات الباطلة، ولئلا يرى العقل الظاهريُ مباشرةَ يد القدرة بالامور الخسيسة الجزئية. ولكن التوحيد والجلال يردّان ايدي الاسباب عن التأثير الحقيقي.

تنبيه:
انّ التوحيد توحيدان:
الاول: توحيد عامي يقول: (لاشريك له، ليس هذه الكائنات لغيره) فيمكن تداخل الغفلات بل الضلالات في افكار صاحبه.
--------------------

(1) اي لا يمكن الموازنة والمقايسة.

لايوجد صوت