ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | لمعات | 15
(9-26)

على ان يقلدوا ويأتوا بمثلها لم يفعلوا ﴿ولَوْ كَانَ بَعضُهُمْ لِبعضٍ ظَهيراً﴾(الاسراء:88).
فكما انه لو لم تُسنِد تماثيل الشمس(3) المتلألئة في القطرات، الى تَجلي الشمس، يلزم عليك ان تقبل شُميسة حقيقيةً وبالاصالة في كلّ قطرة قابلتها الشمسُ وفي كل زجاجة اضاءتها الشمسُ بل في كل ذرةٍ شفّافةٍ تشمّسَتْ. وما هذا الفرض إلاّ بلاهة من اعجب البلاهات..
كذلك انك لو لم تُسند كلَّ حي وحياة وإحياء بواسطة تجلي الأحدية الجامعة، وبواسطة كون الحياة نقطة مركزية لتجلي الاسماء - التي هي اشعةُ شمس الازل والابد - لَزِمَ عليك ان تَقبَل في كل ذي حياة - ولو ذبابةٍ او زهرة - قدرةً فاطرةً بلا نهاية وعلماً محيطاً وارادةً مطلقة. وكذا، صفاتٍ لايمكن وجودها إلاّ في الواجب الوجود. حتى تضطرَّ ان تعطي لكل ذرةٍ الوهيةً مطلقة، إنْ اسنَدت الشئ الى نفسه، او تقبل لكل سبب من الاسباب الغير المحدودة الوهية مطلقة ان اسندت الشئ الى الاسباب. وتَقْبَل شركاء غير متناهية في الالوهية التي شأنها الاستقلالية التي لاتَقبَلُ الشركة اصلاً.
اذ إنَّ كل ذرة - لاسيما اذا كانت من البذرة والنواة - لها وضعية منتظمة عجيبة، ولها مناسبة مع اجزاء الحي الذي هي جزءٌ منه، بل لها مناسبات مع نوعه، بل مع الموجودات، ولها وظائف في نِسَبِها كالنفر(1) في الدوائر العسكرية. فلو قطعتَ نسبة الذرة عن القدير المطلق، لزِمكَ ان تقبل في الذرة عيناً ترى كل شئ وشعوراً يحيط بكل شئ.
------------------

(3) اي صورتها المرتسمة في القطرة حيث انها صورة مثالية.
(1) الجندي الفرد.

لايوجد صوت