والثاني: توحيد حقيقي يقول: (هو الله وحدَه له الملك، وله الكون، له كل شئ) فيرى سكتّه(2) على كل شئ ويقرأ خاتمه على كل شئ، فيثبته له اثباتاً حضورياً. لايمكن تداخل الضلالة والاوهام في هذا التوحيد.
فنحن نُسمِعُكَ لمعاتٍ من هذا التوحيد التي استفدناها من القرآن الحكيم:
اللمعة الاولى:
ان للصانع جل جلاله على كل مصنوع من مصنوعاته سكةً خاصةً بمن هو خالق كل شئ.. وعلى كل مخلوق من مخلوقاته خاتمٌ خاص بمن هو صانع كل شئ.. وعلى كل منشور من مكتوبات قدرته طغراء(1) غرّاء لاتُقلّد خاص بسلطان الازل والابد.
مثلاً: انظر ممالايعد من سكاته، الى هذه السكة التي وضعها على (الحياة) . انظر الى الحياة كيف يصير فيها شئ كلّ شئٍ. وكذا يصير كلُّ شئٍ شيئاً.
نعم! يصير الماء المشروب - باذن الله - مالايعد من اعضاءٍ وجهازاتٍ حيوانية، فصار شئ بامر الله كلّ شئ. وكذا يصيرُ جميعُ الاطعمة المختلفة الاجناس - باذن الله - جسماً خاصاً وجلداً مخصوصاً وجهازاً بسيطاً، فيصير كلُ شئ شيئاً لامر الله. فمَن كان له عقل وشعور قلب يفهم: انّ جعل شئٍ كلّ شئ وجعل كلّ شئٍ شيئاً سكةٌ خاصة بصانع كل شئ وخالق كلّ شئ جلّ جلاله.
اللمعة الثانية:
انظر الى خاتم واحد من الخواتم الغير المعدودة الموضوعة على (ذوي الحياة) وهو:
----------------------
(2) السكة: شارة الدولة الموضوعة على مسكوكاتها.
(1) الطرة او الطغراء: علامة ترسم على المناشير السلطانية.