انما هي صَنْعَةٌ متجددةٌ للذات الأحدية ذي الجلال والجمال - الذي جميع اسمائه قدسية جميلة - ونقوشهُ المتحولة ومراياه المتحركة وسكاتهُ المتعاقبة وخواتمه المتبدلة.
اللمعة الثالثة عشر:
انظر! ان كل شئ من الذرات الى السيارات، ومن النفوس الى الشموس؛ بلسان عجزه في ذاته، يدل على وجوب وجود خالقه، ويشهد بلسان حَمله - مع عجزه - وظائف عجيبة في النظام العمومي على وحدة خالقه.
ففي كل شئ له شاهدان على انه واجب واحد.
وفي كل حي له آيتان على انه احد صمد.
ولقد فهمتُ من فيض القرآن الحكيم ان كل جزءٍ من اجزاء الكائنات يشهد للواجب الوجود الواحد الاحد الصمد بقريب من خمسة وخمسين لساناً فذكرتُها إجمالاً في رسالة عربية تسمى (قطرة) فان شئت فراجعها.
اللمعة الرابعة عشر:
اعلم! ان هذه الموجودات كما تشهد على وجوبه ووحدته سبحانه.. كذلك تشهد على جميع اوصافه الجلالية والجمالية والكمالية.. وكذلك تشهد على كمال ذاته، وعلى انه لانقص ولاقصور لافي ذاته، ولافي شؤونه، ولافي صفاته، ولافي اسمائه، ولافي افعاله؛ اذ ان كمال الاثر يدل على كمال الفعل بالمشاهدة؛ وكمال الفعل يدل على كمال الاسم بالبداهة، وكمال الاسم يدل على كمال الصفة بالضرورة، وكمال الصفة يدل على كمال الشأن الذاتي بالحدس اليقيني، وكمال الشأن يدل على كمال الذات بحق اليقين.