ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | لمعات | 23
(9-26)

فاذا رأيت ما اشرنا اليه من بعض خواتم التوحيد المضروبة على الجزء والجزئي والكل والكلي، وكل العالم، وعلى الحياة وذي الحياة والإحياء، فانظر الى سكة واحدة مما لاتعد من سكات الوحدانية المضروبة على (الانواع والكليات) .
نعم! كما ان كمية كلفة تربية الشجرة المثمرة تساوي كلفة ثمرة واحدة في السهولة؛ لوحدة التربية واتحاد التدبير، إذ لاتحّاد المركز ووحدة القانون ووحدانية التربية تخففت الكلفةُ والمشقةُ والمصرف، وتسهّلت بدرجة لافرق بين الشجرة ذات الثمرات الغير المعدودة وهي في يد الوحدة وبين الثمرة الواحدة وهي في يد الكثرة. فالشركة والكثرة وتعدد المركز تحتاج لتربية ثمرة واحدة، الى كل ما يحتاج اليه تمامُ الشجرة بأثمارها من جهة كمية الجهازات، ولا فرق الاّ في الكيفية. كما ان كل الفابريقات والماكينات التي تَعمل لاستحصال الجهازات العسكرية للجيش العظيم تلزم بتمامها لتجهيزات نفر واحدٍ والفرق في الكيفية فقط. وكما ان اجرَةَ طبع الوف نسخ ٍفي المطبعة التي طبعت كتابك تساوي بل اقل من الاجرة التي اعطيتها لطبع نسخةٍ واحدة، واذا تركت المطبعة الواحدة وذهبت الى الكثرة اضطررت الى اعطاء الوف اُجَر ٍ.
الحاصل: اذا تركت اسناد الكثرة الغير المحدودة الى الواحد - فمع انك تضطر لاسناد شئ واحد الى الكثرة الغير المحدودة - تتزايد الكلفةُ بعدد الافراد. فما يشاهد في انشاء كل نوع منتشر من السهولة الخارقة فانما هي من يُسر الوحدة والتوحيد.
اللمعة الحادية عشر:
كما انّ توافق كل افراد النوع وتشابهَ كل انواع الجنس في الاعضاء الاساسية، يدلاّن على اتحاد السكة ووحدة القلم، الشاهدان على ان جميع المتوافقات والمتشابهات صُنْعُ واحدٍ.. كذلك هذه السهولة المطلقة المشهودة وخفّة الكلفة، تستلزمان بدرجة الوجوب ان

لايوجد صوت